شناق وهو بمسرقين فدخل وهران بالإثبات ، وكان دخوله بأمر دارلانج الجنرال ، ومن الغد غزى الأمير مسرقين فحلّ بينه وبين المخزن شديد القتال ، مات فيه من جيش الأمير الكثير ، ومن المخزن اثنا عشر شجاعا منهم أبو حفص ، وسي غانم الدايران في القول الشهير ، ومحمد ولد عدة ، وقدور بوطمية الزماليان بغير التنكير ، وانجرح ثلاثون رجلا حالة التكرير ، كما انجرح فرس بن عيسى بن عودة الأشهب وهو فوقه يقاتل بالأرهب ، وذهب الأمير بأمر عسير / والمخزن في فوح كثير.
ثم بعد واقعة مسرقين ، جمع الأمير جيشه ونزل به بأغبال بالتبيين وبعث صديقه آغته المزاري البحثاوي في جيش من جملته الزين ابن عودة آغة بني عامر بقومه بالتعيين ، لأخذ مطمر الزمالة وهو مطمر أبي تليليس الذي بمسرقين ، فسمع به أبو شناق وأتاه بالمخزن حاركا من وهران إلى مسرقين ، وكان القتال بينهما شديدا ثم انفصلا بعد ذلك ورجع كل لمحلّه في الحين ، وفي هذه القضية جاء الحاج المزاري ظافرا بقلايع ، والزين بن عودة حصل في بلايع ، فاشتكى الزين للأمير المزاري ، بأنه رجع سالما بجيشه وهو ذرته المداري ، فأراد الأمير أن يتحقق بالخبر ، هل كان من المزاري الكر أو هو في الفر ، فأخبره من حضر للواقعة من الحشم والغرابة ، بأن الضرب كان شديدا من المزاري بجيشه وكان الفرار من الزين بجيشه مريدا الاسترابة ، وأنّ المزاري أتى بعدة قلائع من أبناء عمّه ، والزين أخذت منه القلائع ورجع في همّه ، فعند ذلك قال الحاج عبد القادر بن ونان آغة الغرابة للزين بن عودة غلظت في قولك يا مغرور ، كيف تنازع المزاري بقولك الذميم وتضاهيه بفعلك الرذيل وأنت وليت الأدبار ولست بصاحب السعي المشكور ، فشأنك المضاهة لي ولأمثالي ، لا للمازري يا من لست بذي المنزل العالي ، فقال الأمير لابن ونان كيف تقول هذا لخالي الزين وهو أكبر منك سنا بإعلان ، فقال له ابن ونان يا سيدي لا تنظر لسمنه فإنه كبقرة بني إسرائيل ، لأني أكبر منه سنا وإنما امتلأت بطنه من أكل مواشي بني عامر فعظمت لذلك وصار يضاهي سليل إسماعيل ، فتبسّم الأمير ضاحكا ، وقال للزين لقد صار قولك حالكا ، بهذا حدثني الفقيه السيد الحبيب بن الموفق وكان مع الأمير حاضرا ، ومن جملة الغرابة سامعا وناظرا.