عشرة من علامة الافتخار لمكافات (كذا) المخزن على جميل فعله في أوله وأخراه ، وأتى الجنرال إلى حذو سيدي أبي الأنوار ومن الغد دخل تلمسان وهو سابع الشهر المذكور ، وأمر الجنرال في ثامن الشهر المقرّر بأخذ زرع وقمح مطامير بني ورنيد لتتزود به محلّة تلمسان في المسطور ، وفي ثاني عشر ذلك الشهر مرّ الجنرال بمحلّته وأمامها المخزن على يسّر وتالوت وسائر بلاد بني عامر الذين في طريقه والجمعة ومكدرة وتليلات ، والكرمة ودخل وهران في الثامن عشر منه بعد ما أخذ حبّ جميع الأماكين (كذا) التي مرّ عليها وأتى بعدة أسارى (كذا) فبعثهم للجزائر ثم لافرانسا بإثبات ، ثم ذهب الجنرال بيج للجزائر ومنها لافرانسا لتجهيز الجيوش لاسبانيا بغير التحاير.
هذا وأنّ الأمير بعد واقعة سكّاك ذهب لقاعدته واستقر ، وذهب الجنرال بيج لافرانسا كما مرّ وترك للجنرال دارلانج الأمر ، فبقى هذا الجنرال بوهران أياما ، وأتاه الأمر بالذهاب لافرانسا إلزاما ، فذهب وخلّف بموضعه الجنرال ليطان ، فمكث أياما لاستراحة الجيوش وخرج من وهران في أول أوت ، من سنة ست وثلاثين وثمانمائة وألف في قول ثابت ، والمخزن أمامه لأنه عليه الاعتماد ، وغرضه التوجّه إلى تاسالة فمرّ بتليلات والجرف الأحمر وجنين مسكين وأخذ ما في مطمر مكدرة من حب أولاد علي أحد بطون بني عامر وصار ذلك الحب للمحلّة من جملة ما لها من الزاد ، وفي الغد حصل الكلام مع أولاد سيدي غانم وغيرهم من المرابطين ، واشترت الدولة منهم مائة ثور وكان الوطن خرابا لا راحة فيه لمسكين ، وفي هذه الغيبة أخذ الغرابة من وهران غنم البايلك ، ووهران محصورة بغاية ما هنالك ، وفسد سوقها وحلت بأهلها المصائب والكروبة وصار الخبز والدقيق واللحم والقمح والشعير والحشيش وجميع الأشياء لا تأتيها إلا من أوروبة (كذا) ومع ذلك لا يصلهم هذا الزاد إلا بشق الأنفس بالمشقة الفادحة ، ومن خشية انقطاع الزاد صاروا يبدلون الخبز بالرّوز وهم في الأحوال القادحة.
ثم بعد انصراف حرّ الصيف خرج الجنرال ليطان بمحلّته والمخزن أمامه ، وعلامة النصر وراءه وقدّامه ، فمرّ بتليلات ومكدرة وثينة ماخوخ التي ببلاد أولاد علي فأخذ كلّ من وجده في طريقه ، وبقي يجول بها اثنا عشر يوما ورجع بما غنمه مع طريقه ، وقد خرج الدواير في ثالث الأيام في فج أولاد علي على فرسان