عاجلا ، وأثنى عليه وعلى مخزنه بما صدر منهم من الفعل الجميل والقتال الوافر في ذلك اليوم ، وأنهم من أهل الشجاعة والبسالة والنجدة والكرم لا من أهل الجبن والخوف والبخل واللوم ، وفي أول دسانبر (كذا) من تلك السنة جاء الأمر بأن المريشال قدم من عنابة للجزائر بالبيان ، ورجع الجنرال لطان من سفره في رابع ذلك الشهر لوهران ، وذهب كل من المريشال والجنرال ليطان لباريز بالاشتهار ، وجاء جنرال آخر لوهران بدلا من ليطان يقال له ابروسار وذلك في ثالث عشر جانفي سنة سبع وثلاثين وثمانمئة وألف ، موافقة لسنة اثنين وخمسين ومئتين وألف ، ومعه يهودان (كذا) أخوان / من الجزائر أحدهما اسمه مسعود بن دران كانا عدوان للمخزن وصديقان بزعمهما للأمير بحسب البيان ، لكون المخزن ألفاهما المرة بعد الأخرى بالدار البيضاء بسوائج وهران ، ذاهبين بالقراريط المشحونة بالحديد والكبريت والذكير وملح البارود وكل ما فيه الضرر للدولة بالمشاهدة والعيان ، فأخبروا الجنرال بذلك وتغافل عنهم بالسريعة. لكونه له علم بذلك ومواقفهما في الخديعة ، وكان الغرابة في بعض تسلطهم على وهران أخذوا الغنم المعينة للمحلة كما مر فاختصت المحلة للحم المورث للغبن ، فاتفق الجنرال ابروسار مع ابن دران اليهودي على أن يأتيه من عند الأمير بما يخص المحلة من الغنم وبما يخص الذين بتلمسان من الحب وغيره ويعطيه في نظير ذلك جميع أسارى سكاك الذين بافرانسا أو يدفع له إن شاء الثمن ، فنشر الأمير الخبر قبل أخذه الثمن ، ولما سمع المخزن ذلك حصل لهم القلق والهول وشدة التعسير ، وصار من ذلك الحال في الانحصار الكثير ، ولما بلغ الخبر لافرانسا أخروه عن وهران وبعثوا بدله الجنرال بيج بالبيان ، فاستراح المخزن وزال ما به من الضيق والقلق وحصل في السرور والأمان ، وأتى الجنرال بيجو معه بالجيش والزاد والخيل وستمائة بغل لحمل الأثقال في النهار والليل (كذا).
ثم في أوائل إبريل من سنة سبع وثلاثين وثمانمئة وألف ، الموافقة لعام اثنين وخمسين ومئتين وألف ذهب المريشال كلوزيل وجاء بمحله الجنرال دمريم (٢٢٠) بغاية التبديل وفي أول ماي توجه الجنرال بيج بجيشه لتلمسان ، ووعظ
__________________
(٢٢٠) يقصد دامرمون الذي سيقتل في قسنطينة في أكتوبر ١٨٣٧ م.