وخليفة الأمير بالمعسكر وهو الحاج مصطفى بن التهامي في أبي التشيش ، فانتصر المخزن عليه وهزمه إلى أن فرد في حالة تفيش ومن ثاني فابري (كذا) إلى سادسه من السنة المتقدمة البيان ، ذهب هذا الخليفة بجيشه إلى مدينة مزغران ، فحاصرها أولا وانصرف عنها بإلزام ، ثم رجع لها في تلك المدة فحاصرها ثلاثة أيام ، ثم أقلع عنها بعد ما ضاع له الكثير من محلته على ما قيل باحتكام ، ومات من المخزن قدور بورقيبة وسي التامي ، وبلفراق دواير ، وسي محمد بالصحراوي النقايبي البرجي في قول من كان حاضرا وليس بحاير ، ومن القرغلان خمسة وعشرون نفرا منهم بن عودة ولد المازوني ومحمد بن دواجي والزواوي ولد الحاج أحمد تريكي إلى غيرهم جهرا ، ورومي فرانساوي (كذا) وعبد يقال له القرم.
وسبب قتله أنهم دخلوا دارا واشتغلوا بالقتال والذب عن أنفسهم وغيرهم إلى أن انقضى لهم البارود في القول غير المرم ، ثم رجع لها مرة ثالثة ففتك بها كثيرا ، وقتل أهلها قتلا عسيرا وذلك أن العسكر الفرانساوي دخل جامعها وصيره حصنا للقتال ، وشرع في الدفع بغاية الأحوال فمن التجأ له نجى ومن عجز أو لم يلتجأ (كذا) له قتله بتمامه ، وفاز بنيل غرضه ومرامه وكان رجل من رزيو يقال له الزبيب راميا ، فجعل بشارا إلى أن قتل من جيش الخليفة أربعة عشر نفرا قولا حافيا ولما انقضى له البرود قتل مع أمه وهو كالطود ، وقد قتل العدو امزابيا بقبر العود ، وكان العدو هجم على مستغانيم / في الخامس عشر ديسمبر من سنة تسع وثلاثين التي قبل هذه السنة ، وحصل القتال بينه وبين أهلها ولذلك جعلت الحماية بمزغران في القولة البينة ، وكانت الحماية بها في السادس عشر منه بتحقيق ، وفيها من الشجعان المزري وقدور بالمخفي وغيرهما من ذوي البأس والتوفيق ، ولولاهما لنال جيش الأمير مراده ، لكنه ذهب خائبا عن جميع ما أراده.
قال القبرنور مرطبلي (٢٢٣) في تاريخه ولما رجعت من مستغانيم لوهران أتيت برجل معي من أشجع العرب وأبغضهم للأمير في غاية ما كان ، وهو الشجاع قدور بالمخفي البالغ النهاية في قتل الفرسان ، وبقينا بوهران في حصار شديد ،
__________________
(٢٢٣) يقصد الحاكم من الكلمة الفرنسية : Gouverneur. ومرطبلي هذا هو مارتيمبري : Martimprey.