العدو دخل بجيشه لمستغانيم وأثنا (كذا) على تلك الأربعين فارسا من المخزن بالثناء الكثير وقال لهم لقد حزتم للمغانيم ، وكانت تلك المقاتلة في السابع والثامن من جليت (كذا) بالبيان وكان دخول الجنرال بالمحلة المتقدمة للمعسكر في الرابع والعشرين جوان.
قال ولنرجع بالكلام على الجنرال برقي دلي (٢٢٥) الذي كان يقاتل بالنواحي الشرقية فإنه دخل في الثالث والعشرين من ماي لأبي غار وطازة (٢٢٦) فهدمهما وكانتا معتدا (كذا) للأمير في حدود التل بكل الحيشية ، وهذه طازة قد اختطها الأمير في سنة خمس وخمسين ومائتين وألف ، ولما دخلها أشهد الله على فعله بهذه الأبيات الثلاث وأمر بكتبها (كذا) برخامة وعلقت على برجها بغير خلف :
الله يعلم هذا لم يكن |
|
مني على طول الأمال دليل |
كلا وإن منيتي لقريبة |
|
مني وأصبح في التراب ذليل |
وقصاى ما أبغي رضاء إلا هنا |
|
وبقا نفعي للخلف بعدي طويل |
وكان فتح الدولة لها في التاريخ المذكور ، من عام إحدى وأربعين المسطور قال ولنرجع بالكلام إلى ما كنا بصدده من أمور مستغانيم ، فإن الجنرال بيج بعد دخول المحلة ذهب للجزائر لنيل المغانيم وذهب الأمير بعد معركة كلميت بجيشه لناحية فرطاسة يمينا وجلس ينتظر خروج محلة المعسكر ليهجم عليها ، ويغتنم منها ما أراده إذا وفقه الله وقدره عليها ، وجاء الخبر بأن مجاهر قد راموا للطاعة وتركوا التعب وراموا / الرواج للبضاعة.
وفي ثالث عشر جليت (كذا) سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وألف الموافقة لعام سبع وخمسين ومائتين وألف ، هجم الخليفة الحاج مصطفى بالتهامي على الحاصدين للحب بسيدي دحوا (كذا) وخرجت له المحلة في نصف النهار وداموا على القتال ، وله لحوا إلى نصف الليل (كذا) وكان الموت من الفريقين كثيرا ، وصار الحرب عتيدا كبيرا ، ثم خرجت المحلة من المعسكر في نصف جليت
__________________
(٢٢٥) يقصد : بورجولي : Bourjoly.
(٢٢٦) يقصد : بوغار قرب المدية.