ودخلت لمستغانيم في رابع جوان ، فمكثت بها ثلاثة أيام للراحة وإزالة الهتان.
ثم بعد ما نظمت الدولة جيشا عرمرما خرجت المحلة من مستغانيم في السابع من جوان تلك السنة ، وفي ثقلة عظيمة قاصدة للمعسكر المعنية ، فحلت بها في راحة كاملة ونعمة وافية شاملة وفي نصف جوان الموافق للثاني والعشرين من ربيع الثاني كلاهما من العامين المذكورين خرجت المحلة بالمخزن من المعسكر لوطا غريس فحصدت ما به من فلاحة ودرستها وحملتها حبا وتينا للمعسكر بغير المين فجعلت الحب في البيوت والتبن أندرا ، فكان زادا لها مدة بغير شراء ثم رجعت المحلة لمستغانيم فدخلتها في العشرين جوان الموافق للسابع والعشرين من الربيع الثاني ، وفي ذلك اليوم ذهب الجنرال بيجو للجزائر بالاعتبار فمكث بها أياما ثم بعث إلى الجنرال لمرسيار وأمره / أن يبعث محلة أخرى لتحصين المعسكر ، وكان القبرنور (كذا) في حال رجوعه للمستغانيم من المعسكر أخذ على البرج فوقع فيه بينه وبين العدو قتال عظيم وذلك في العشرين جوان بغير تنظيم ، ثم مر بوادي القلعة فتقبض على عدة أسارى من المسلمين وبات بحاسي الغمري في غاية التسمين. قال ثم إن الجنرال ارتحل بمحلته التي جمعها في المشتهر وذهب بها وتركها بالمعسكر ، وأمر المخزن والعسكر وجميع الجيوش بخدمة جميع الفلاحة الدائرة بالمعسكر في المشهور ، فكان ما جمعه من حب العدو وتبنه زادا كثيرا لجملة عديدة من الشهور ، وكان الكولونيل المقيم بمستغانيم قد بلغه الخبر بأن العدو وصل إلى فم الشلف فخرج بالمحلة القليلة القائمة بمستغانيم المحتوية على اثنا عشر مائة نفر وأربعين فارسا من المخزن بغير خلف ، وكان الأمير نازلا بمحلته في وطامينا ، ويحب الهجوم على محلة المعسكر قولا مبينا ولما بلغه الخبر على تلك المحلة الضعيفة ، التي خرجت من مستغانيم لجبر التليفة هجم عليها ورام أن يمحو لها الأثر ، وكان المصاف بسور كلميت في القول الأشهر ، وطالت المقاتلة بينهما يومين بالشدة والوهن ، وكان الكولونيل تمبور رايس المحلة معتمدا على تلك الأربعين فارسا من المخزن فكان يحرضهم على قتال العدو ونيل المنن ، وظهرت النجابة الكثيرة من الأربعين فارسا في ذلك اليوم ، بحيث قاتلوا قتالا كثيرا قاوموا به العدو تقويما جميلا وأزالوا عن أنفسهم وأبناء جنسهم وتلك المحلة البخس واللوم ، ولما رأى الكولونيل قوة