من اكتوبر (كذا) والسابع عشر من شعبان تلاقوا بالأمير بجيشه بقرب البرج وحصلت المعركة الكبيرة ذات البيان ، واختلط الخيالة بالسرسور ، وكثر القتل المعمر للقبور ، ودام بغاية ما يكون إلى أن حمى الوطيس ، وغاب الحاجز والأنيس ، فانجرح من المخزن آغة محمد بالبشير البحثاوي كما انجرح آغة السيد محمد بن داوود بالجرح الذي لا يفتقر فيه لضعفه للتداوي ، وقتل باش آغة (كذا) السيد أحمد ولد قادي رجلا من أعيان خيالة الأمير يقال له ولد شاقر ، الذي ضرب مصطفى بن إسماعيل ولم يصبه في قول شاهر ، وكان في الكرة الأولى هجم مصطفى بمخزنه وصحبته ابن أخيه المزاري بمخزنه على العدو أيضا ، ومعهم محلة الدولة التي كانت في اتباع المخزن فقتلوا كثيرا وانهزم العدو بجيشه وباتت المحلة بماوسة مبيتا مرضا بعد ما اتبعوا العدو إلى وادي أعبادي على ما قال ولد قادي ، وإلى واد العبد على ما قال مرطبلي في قوله الوقادي ، وقبل دخول المحلة للمعسكر بلغ الخبر للجنرال ومعه مصطفى بالبيان ، بأن البوحميدي غزى بغتة على وهران واقتحم الخندق المحيط بدواوير المخزن بناحية رأس العين من وهران وكان ذلك في اليوم الثاني من اكتوبر (كذا) الموافق للحادي عشر من شعبان وأخذ جملة من نساء المخزن والصبيان وأوصلهم إلى العامرية ثم فرقهم على دواويره الذين بتاسلة نازلين. وكانت امرأة من تلك النسوة يقال لها بدرة أبت من الذهاب / معهم وشرعت في شتمهم بغاية المبازلين ، وقالت للخليفة البوحميدي بمحضر جيشه لا تعتقد في زعمك أنك فارس شجاع وإنما أنت سارق ليل ، تأتي للنساء خفية من رجالهم فتأخذهم وتهرب بهم في الليل فالشجاع هو الذي يأتي علانية للأبطال ويكافح الفرسان والرجال وأنت لا طاقة لك على الوقوف أمام مكاحل الدواير والزمالة ، واعلم أنك حيث ما ذهبت يتبعك سيدك مصطفى بن إسماعيل بجيشه المخزن المؤيد بالنصر ويخلف منك الثأر بالقوة في نساء الدواير والزمالة ، فبعث غضبا تلك المرأة لندرومة وحيث أذعنت تلك الجهة وذهب المخزن لندرومة كان أول ما طلب مصطفى منهم ، بأن قال لهم نحبكم تأتوني ببدرة الدارية على بلغة جيدة مكفلة بالكفل المخير عندهم وفي أتباعها جميع كبراء تلك البلاد وإلا فلا ترون إلا ما يفسد للمراد.
قال وبعد ما دفنت المحلة موتاها بمواسة دخلت دخولا معلوما للمعسكر