لهم على الفرار والذهاب ، وقطعهم للأشجار وهدمهم للديار ، وحرقهم للقناطير (كذا) فذلك من الفساد بالاعتبار ، لأن هذه الأشياء ، نفعها للمقيم بها هم أو غيرهم ، وأما أبو معزة فالله أعلم به / ، غير أن أهل الشر سيظهر شرهم وأهل الخير سيظهر خيرهم ، ثم ارتحل ونزل بوزغت إلى أن سار في الاستراح ، فزاد لذراع الرمل وبه قتل اثنا عشرة رجلا من أعيان بني مريانن بإغراء الغير بعد ما ضيفوه فصاروا في الاقتراح بعد الافتراح.
ثم ارتحل ونزل بأم الرخايل برأس عين سعيدة وبها كان المبات. ومن الغد غزى قائد أولاد خالد ليقتله فألفاه بالمعسكر فأخذ ماله وله الافتيات. ثم ارتحل فبات بعين الحجاج بقرسيف ، ثم رجع لصدامة فضيفوه ولم يتعرض لهم بسوء بالتعريف ، ثم ارتحل ونزل بقرب فرندة لحصرها وبات ، ومن الغد سار لعين لحديد فنزل بها وبات ، ثم ارتحل جازما وجد السير للناحية الجديدة وهو قبلة العمور وسار له من عين الحديد خمس ليال متتابعة إلى أن أصبح على عرش العبيد وهم الأجواد فلم يتعرض لهم بشر في المذكور ، وزاد إلى أن وصل لأولاد شعيب وهم عرش الجديد ، فألفاهم نازلين مع أولاد خليف في محل واحد فلم يفر منهم في القول المفيد ، فأخذهم أخذة رابية وقتل منهم خلقا كثير.
وفر الجديد في سبعين فارسا من قرابته وأعيان عرشه هاربين بالنساء والأولاد فرارا شهيرا ، فأتبعهم في ثلاثة عشرة فارسا من جيشه بالتحقيق ، وهم خليفته والطيب بن قرنية آغة القوم الحمرا (كذا) ومحي الدين ولد الحاج قدور السايس الحشمي وآغة الحشم الشراقة عدة ولد محمد ولد التفنشي مع ابني أخيه أبي خنونة في القول الحقيق ، وابني بختي الاثنان والشريف النايلي مع ابني عمه ومحمد ولد عبد الرحيم البرجي الخيال وقادة ولد عيسى الحشمي الغربي ثم الموساوي.
وحصل القتال بين الفريقين إلى أن قتل ابن عم الجديد الطيب بن قرنية لما رآه ضرب الجديد فيما قال الراوي ، وتلاقى الجديد مع الأمير في الحرب فضربه الأمير وكسره من ترقيته اليمنى ، ولم يسقط بها للأرض وهرب جريحا من غير اليمنى فضرب شخص من أبناء عم الجديد الأمير وجاءت غير صائبة ،