فضربه عند ذلك قادة ولد عيسى الموساوي فكسره من ترقيته وخر ميتا لتلك الضربة الصائبة. ثم زاد الأمير للسواقي الحمر ونزل عند سيدي عيسى وأمر لفتح القبور لدفن الأموات. فدفن الطيب ابن قرنية بملبوسه وكذلك غيره من الأموات. وبه جاء الجديد مذعنا للأمير ، فباع له الغنيمة ، بالنقد المعجل من الثمن الكثير ، ثم ارتحل وزاد إلى أن وصل لطاقين ، وشهد بها محل الأخذ لدائرته وهو من الشاقين.
ثم غزى أولاد عياد وهم بالوانسريس ، فمر بالشلف وجد لهم السير ليلة كاملة بالتوارسريس ، ولما دنى منهم أخبر بأن محلة الدولة هي بوسطهم نازلة لأجل الشرايش ، فكر راجعا على عاقبيه للصحراء وصار يتابع المحلة وهي جائلة عليه إلى أن وصل للقطيفة فرجع للكرايش.
قال فسأل منه أهل الوانسريس أن يدع عندهم خليفته سي قدور بن علال وهم ضامنون فيه وفي جميع ما يقع من الأعلال ، فتركه عندهم وزاد إلى الجهة الشرقية / إلى أن وصل لجبل الصحاري ، فأقام به يومين للراحة وقدم أمامه أبا زيد بن أحمد آغة البويرة وغيره في القول الجاري. ثم سار ليلا ونهارا إلى أن وصل للحمام فنزل به وبات. ومن الغد ارتحل وسار ليلا ونهارا قاصدا للغزو متيجة إلى أن يذعن له كما قد فات ، ورايس (كذا) تلك الناحية سي محمد بن محي الدين.
فقال ذلك الرايس لمن كان بقربه إذا رأيتم الدخان بمتيجة فلتأتوني في الحين. ولما وصل الأمير لموضع يقال له تمضيقت بلغه الخبر بأن محلة الدولة نازلة بثنية بني عائشة قادمة إليه فرجع إلى بني سالم وأهل يسر الشرقي ونهبهم نهبا شنيعا من غير وقوع دائرة عليه ، ورجع من يسّر الشرقي إلى شمذر وبه بات وارتحل من الغد ونزل بموضع يقال له بغّال بإثبات ، فغزته محلة الدولة وأخذته أخذا عظيما ، وفرقت جمعه بذلك المكان تفريقا جسيما ، وهذه الواقعة تعرف عند أصحابه بواقعة واد سباو ، وبها مات باش سائسه محمد ولد مصطفى ولد عون الله العداني الغربي وكاتب إنشائه سي محمد بن عبد الرحمان التيجيني الحشمي الغربي من بني مقضاو ، وصار النهب في محلته في تلك اليلة (كذا) من جيشه لبعضهم بعض وهم في قلق ووجل في نفلهم والفرض. ثم ارتحل من