واعلم منذ يوم ٢٢ دسمبر (كذا) ١٨٤٧. الذي طاع فيه الحاج عبد القادر لافرانسا وسلم نفسه إليها التزمت أوربا (كذا) بصرف النظر إليه مراقبة لما يصدر منه. ففي سنة ١٨٦٣ مرّ بمصر وشاهد أعمال خليج السويس وصعد إلى الحج وقضى مناسكه. ثم في سنة ١٨٦٧ حضر المعرض العام المتخذ بباريز. وفي شهر نونبر (كذا) ١٨٦٩ كان في محفل من حضر افتتاح خليج السويس (٢٧٠). ولما اتقدت الحروب بين افرانسا والمانيا طلب هذا الهمام من سلطان افرانسا في شهر جليت ١٨٧٠ أن يعطيه التريس على العساكر الافريقية ، وفي شهر سبتمر (كذا) السنة المذكورة وكذا في شهر جانفي ١٨٧١ جدد طلبه من أرباب الدولة. ثم في شهر جوان ١٨٧١ اتفق أن ولده الكبير تحزب مع بعض الأشرار الساعيين (كذا) في الفساد كي يفتن أهل الجزائر فأنكره والده وتبرأ منه ، وفي سنة ١٨٧٣ أثبت ثانيا محبته لافرانسا بإرساله ثلاثة آلاف فرنك لفقراء ألزاس لورين. هذا وقد / وقعت جنازته يوم ٢٦ ماي ١٨٨٣ حضرها جميع الحكام من الأهاليين والعسكريين بخلعهم الرسمية وكذلك قناصل الدولة وخمسة جنرالات فبلغ عدد من شيعها ما ينيف على ستين الف نسمة وقد دفن بضريح هناك مراعاة لشرف قدره كأنه ولي من أولياء الله رحمة الله عليه ه.
العودة للحديث عن الجزائر
ولنرجع بالكلام على أحوال الدولة بإقليم الجزائر فنقول : ومن الله أسئل (كذا) تمام المأمول ، أن في سابع مارس من سنة سبع وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق للرابع والستين ومائتين وألف ، سأل المخزن من أمراء الدولة تقسيم البلاد عليهم بالتمليك. ويبني كل منهم في المحل الذي يريده فوافقهم على ذلك بغير التحليك. وفي مي (كذا) من السنة المذكورة جال الجنرال كفنياك بالقبلة جولانا عظيما. وزاد لأهلها تدويخا جسيما. وفي أوت منها حصل الجولان من الجنرال طاربوفيل (D\'ARBOUVILLE) بمسيردة وبني سنوس فدوخها تدويخا ، وألزمها بالإذعان والعقوبة ووبخها توبيخا. وفي دسانبر من السنة
__________________
(٢٧٠) يقصد قناة السويس.