وخامسهم عبد الدايم أمّه أم ولد مكية تسمى بالزعفران ، واسمها دال على المسمى الدال على الصدق والإيقان وقد ولد بوهران ، ولمّا شبّ أعجبته الخدمة الجندية فصار جنديا ، ثم انتقل للاصبايحية (كذا) فصار إصباحيا ، ثم تولى قايدا بالدواير ، ثم انتقل قائدا بأهل الواد من عمالة تلمسان في القول الناير ، ثم تولى قايدا أيضا بتلك الناحية بعين إفزاء وهم بنوا أصميل فازّ عدوّه من حينه ازّاء ، وسار في جميع ذلك بالسيرة الحسنة ، وراضهم بالرياضة المستحسنة ، إلى أن فرحت به رعيته والدولة ، وغنم السياسة وبانت له الصولة ، ولا زال قائدا للآن بالحالة المرضية المصابة ، وله معرفة باللسان الفرانسوي تكلّما وقراءة وكتابة في غاية الانتخابة ، وله من الأولاد اثنان في صحيح تحقيق وإعلام وهما الشابان المكرّمان الحبيب وشقيقه أبو علام.
والحاج عبد القادر ولد قدور الكبير بن إسماعيل ، كان سيارا ثم صار رائس (كذا) السيارة ثم خليفة آغة ثم قايدا بالدواير بأحسن التأويل ، وكان من أهل العدل والسياسة والعقل الوافر والمعرفة والكياسة ، وكان نصوحا في الخدمة / بغاية النصيحة ، وصدوق القول وحسن الفعل في القولة الصحيحة ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ذكور ، وهم : الحبيب ولم يتولّ ، ولم يعقب شيئا في المشهور ، ومحمد ولم يتولّ أيضا ، وخلف ولدين : علي ، وعبد القادر ، هما في الحياة محضا ، والحاج قادي ولم يتولّ وخلّف خمسة أولاد ، وهم : بن عودة هو رائس (كذا) الدوار والأخضر ، ومحمد ، وأبو مدين كان شاوشا (كذا) بمحكمة تموشنت ثم تقهقر بأخياره إلى حراسة ضاحية الصباح لنيل المراد ، والحبيب كان شاوشا (كذا) بمحكمة تموشنت ثم انتقل بمثل وظيفه لسعيدة ، ثم انتقل بذلك الوظيف لفرندة وبها مات وكانت خدمته جيدة سعيدة ، وله ثلاثة أولاد في القول الباهر ، وهم : بن عودة ، ومحمد ، وعبد القادر.
والموفق ولد قدور الكبير ، فكان قايدا بالدواير وكانت سيرته جيدة مستحسنة بغاية التدبير ، وخلّف بعد موته ولده عبد القادر ، تولى قيادة عرش الدواير في الأمر الظاهر ، وكانت سيرته مقبولة ، وأحواله بالإحسان مجبولة ، وخلّف بعد موته ثلاثة أولاد وهم بالحضري لم يتول ولم يعقب شيئا ، ومحمد ولم يتول أيضا وخلّف بعد موته ابنه عبد القادر هو حي الآن ويطلب من مولاه