/ ثم بعد موت قدور الكبير ، تولى أخوه عثمان آغة المخزن في القول الشهير ، ومن خبره أنه كان خليفة على أخيه الكبير بن إسماعيل ، ثم ارتقى قايدا على الدواير ثم ارتقى آغة بدولة الترك بتحقيق التفاصيل ، وكانت سيرته محمودة ، وأحواله مرفودة ، وأوقاته مسعودة ، فكان ذا رأي وتدبير ، ونجاحة وتيسير ، مقبول القول عند القريب والبعيد ، مطاعا في الأمر والنهي بغاية المزيد ، ولمّا مات خلّف ابنه عدة فكان خليفة على ابن عمّه آغة المزاري في إيالة الترك ، وحاله في الأقبال دون التّرك ، ثم صار آغة في وقت الدولة ، وهو أوّل من صار آغة في أيام الدولة ، لما أذعن المخزن للدولة ونشر لعرشه ومن في معناه العدل والعز والأمان ، ونال علامة الافتخار الفضية المسمّة (كذا) بالشيعة والنيشان ، وحين توفي خلّف سبعة من الأولاد ، وهم : قدور الملقب الأقرع ، ومحمد ، والحبيب ، وعلي ، وعبد القادر ، وإسماعيل بغير الازدياد (٨).
فقدور الأقرع كان في غاية الشجاعة ، والزعامة والبراعة ، فتولّى أوّلا خليفة على إسماعيل ولد المزاري لما غاب والده المزاري للحج وأداء الفريضة ، ثم ارتقى قايدا بالدواير ثم ارتقى آغة تاسالة على بني مطهر في القولة العريضة ، ثم انتقل بمثل منصبه لتيارت ثم للضاية في القولة المفيدة ، ثم انتقل بمثل منصبه لسعيدة ، وكان مقبول القول محبوبا عند الناس ، لا يخشى بأسا وليس من أهل الإياس ، بارعا في الشجاعة والبسالة ، قاصما في خدمته للأمور البطّالة.
وحدّثني محمد بن الشيخ الدايري أنه كان حاضرا معه في المقاتلة بين الدولة وجيش الأمير بفليتة ، أنّ آغة قدور بن المخفي لما تلاقا (كذا) مع الطيب بن قرنية آغة القوم الحمراء وصار القتال بينهما حصلت الضربة من الطيب لفرس قدور بن المخفي فكسرت رجله الأولى اليسرى ورام التفليتة ، ووقع الانهزام بسبب مجاهر ، جاء قدور الأقرع إلى بالمخفي وقال له ما صيّرك لأمر الحاير ، فقال له أنت ترى المقاتلة ، والهزيمة بعد المقاتلة إياك أن تدعني وحدي وأنا في هذه الحالة ، فقال له يا بن عمّي كيف ندعك وحدك وأنت على هذه
__________________
(٨) ذكر سبعة ولكنه لم يعدد منهم إلا ستة ، وأهمل عثمان.