الذي بلغ به غاية الصولة ، فقد كان آغة أغوات بالتحقيق ، وما ذلك إلا لعلمه الصحيح الخالي من التوبيق ، وكانت به جراحات عظيمة ، صارت له بها رفعة جسيمة ، فأحدها (كذا) بصدره قد انجرح به بعين البرانس ، بحيث أصابته الرصاصة بصدره ومشت في جسده إلى أن سكنت منه باللوحة اليسرى في غاية التجانس ، وثانيها قد انجرح من رأسه في واقعة الحد ببلاد أولاد الزاير ، في واقعة الباي المقلش مع درقاوة وبني عامر ، ووجه ذلك في المنقول من صحيح الأخبار ، أنّ هذا الباسل هجم على فارسين من أولاد الميمون فألفى في المعركة أحدهما قد كلّ فرسه وعجز عن الفرار ، فتركه وذهب للآخر وحصلت بينهما المضاربة ، فأخطأ كل منهما صاحبه في تلك المضاربة ، فجاء صاحب الفرس الكال من وراء الباسل وضربه للرأس بالسكين فسجّه ، وقد ضربه آغة بالكابوس فأخطأه ثم ضربه بمؤخر المكحلة فشجه ، ولما حل الجرح العظيم برأس الباسل غشي عليه ، فرآه ابن عمّه علي ولد عدة على تلك الحالة من بعيد ، فخشي أن يخلص العدوّ الضارب له رماه من بعيد ، وكان راميا فأصابه بضربته للصدر واليد التي بها السكين فخر ميتا بغير تفنيد ، وثالثهما قد انجرح من اصبعه وذراعه الأيمن في واقعة المهراز ، وهي الواقعة بين المخزن والأمير إلى أن صار الأمير في غاية الانحياز ، ورابعها قد انجرح من يده في واقعة سكاك بغير الاحتيال ، وهي الواقعة بين الدولة والأمير حال كون المخزن مع الدولة وفيها قال هذا الباسل الدماء حناء الرجال ، وقد تقدم الكلام عليه مستوفيا في دولة الترك والدولة الجمهورية بما فيه الكفاية ، فليراجعه من أراده فإن فيه الوفاية ، وقد ذهب لافرانسا وجلس بها مع سلطانها ورؤسائها وأكل على موائد سلطانها وسائر رؤسائها ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ذكور.
أحدهم آغة محمد بن إسماعيل المشهور ، ومن خبره أنه كان قائدا على الدواير ، ثم ارتقى آغة بني مطهر في القول الناير ، ثم انتقل بمثل وظيفه لعين تموشنت ثم جمع له ما بين العريشة وتموشنت ثم انفرد بتموشنت ، ونال علامة / الافتخار الفضية ، وسيدرك بحول الله وقوته العلامة الوردية ، وقد ذهب لافرانسا غير ما مرّة ، وجلس مع كبرائها وسلطانها وأكل معهم على موائدهم ونال الهدايا منهم بغاية مسرّة ، وهو رجل موصوف بالعقل والثبات ، ولا زال في قيد الحيوة