ثم عدّة ولد إسماعيل ومحمد ولد إسماعيل ، ولم يتول منهما إلّا عدة في القول الجليل ، وماتا ولم يعقبا شيئا ، فكان حالهما جمالا وفيئا.
ثم تولى الحاج بالحضري بن إسماعيل البحثاوي ، فكان رحمهالله في غاية الصفاوة من الأدناس والمساوي ، وتولى أوّلا قايدا على الدواير ، ثم صار ثانيا خليفة على أخيه آغة مصطفى في القول الناير ، ثم ارتقى ثالثا إلى المنصب الكبير ، فصار آغة المخزن بأجمعه في دولة الأمير ، وكان موصوفا بالكرم والسياسة ، والأدب والمعرفة والشجاعة والكياسة / محبا للعلماء ومجالسا لهم ، جمع خزنة من الكتب ممارسا لهم ، وذلك كله بالسماع دون المناظرة ، حتى صار إذا حصل سؤال عن القضية بمحضر العلماء يقول انظروها في الباب الفلاني من الكتاب الفلاني فقد سمعتكم تقرءونها فيه في الوقت الفلاني حال المذاكرة ، ولم يجمع أحد الكتب من البحايثية ما جمعه هو إلّا ابن أخيه الحاج المزاري وأولاده ، فإنهم مثله في ذلك وقد فاقوه فيها في بعض أفراده ، ومات رحمهالله بمصر حال ذهابه لحجّه ، فأتمّ الله له المراد بنيل المكارم التي أفضت لضجّه ، وخلّف محمدا بالحضري وكان من خبره في قول الحضري ، أنه تولى قائدا بعرش الدواير ، وتمّ حزمه وصار في الحال البارق الناير ، ثم ارتقى آغة بتيارت ، ثم انتقل بمثل وظيفه للدواير في القول الثابت ، ثم انتقل بمثل ذلك الوظيف إلى بلعبّاس ، فنال الاحترام وطاب بطيب الأنفاس ، ثم انتقل إلى تلك الرياسة بفليتة ، فنال بزمّورة الافتخار الذي لم ينله ممّن تولى بفليتة ، ولا زال آغة بزمّورة إلى أن مات بها في عام سبع وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافق لعام أربعة وثمانين ومائتين وألف ، ثم حمل لمستغانيم ومنها لوهران ، ودفن بها بمقبرة سيدي البشير جيرة أعمامه وقرابته في غاية البيان ، وقد نال علامة الافتخار المسمّة (كذا) بالتطويق ، فكان في سمائه بدرا كامل الهالة والنّور إلى أن ناداه منادي الارتحال والنفريق ، ولمّا مات خلّف عشرة أولاد ذكور ، وهم : بالحضري ، وبلقاسم ، ومصطفى ، ومحمد ، وأحمد ، ويوسف ، وعبد القادر ، والبشير ، ومحمد ، والحبيب ، وما عدا الآخر (كذا) أحياء وهو لم يعقب في المشهور ، وقد تولى بالحضري قيادة الدواير ولا زال بها للآن ، وبلقاس تولى قيادة الدواير وتأخّر