شاوش بني عرب ثم ارتقى قايدا على العرش وظهر أمره عند الخاص والعام ، ثم تولّى خليفة على آغة المخزن الحاج بالحضري البحثاوي بدولة الأمير ، ثم ارتقى آغة المخزن أيضا بدولة الأمير ، ومات بأرض الحجاز ، وقد نال المرام بالتطنيب والإيجاز ، وتولّى منهم من أولاده الحاج محمد قايدا على العرش بدولة الأمير ، وذهب للحج ولما رجع مات بالجزائر في القول الشهير ، وتولّى منهم من أولاده محمد بوعلام الصغير بوقت الدولة ، فكان أولا خليفة القايد ثم ارتقى قايدا على عرش الغرابة إلى أن مات بالطاعون وقد نال للصولة ، وتولّى منهم من أولاده قدور بوعلام فكان قايدا على الغرابة بوقت الدولة وظهر نفعه للخاص والعام ، وتولّى منهم بدولة الترك سي عابد بن يوسف ، فكان قايدا على الغرابة ونال لكل ما يوصف ، وتولّى منهم الصديق بوعلام ، فكان بدولة الترك شاوش بني عرب مبلغا للمرام ، ثم صار قايد العرش بوقت الدولة ، ثم صار آغة بوقت الدولة ، وكان له ميل كثير للدواير والزمالة ، محبا لأعيانهم محبوبا عندهم في القولة التي للهموم ذات المزالة ، يحكى أن كبير الأغاوات مصطفى بن إسماعيل البحثاوي لمّا أذعن الغرابة للدولة واجتمع المخزن على وتيرة قال بمحضر الناس أيها الدواير والزمالة والغرابة السالمين من المساوي ، إنكم في الأصل خيمة واحدة ثم افترقت لمانع حالك ، ثم اجتمعت كعادتها فالحمد لله على ذلك ، فكونوا إخوانا ، وللحماية أعوانا ، ومن له دين على الآخر فليسامحه فيه أو يخلصه منه في الحياة ، فقال له الصديق يا سيدنا وابن عمّنا لا تقل هذا الكلام فإنه لا مداينة بيننا ، بالإثبات ، وإن كان غرضك ما فات من أمر الحرب فأمور الحرب منعدمة وقت الإذعان ، وإن كان غرضك صداق أختي عائشة التي كانت تحتك زوجة وماتت تحتك فلسنا ممّن يتبع الميراث لا من الرجال ولا من النساء في المستبان ، فقال له مصطفى معاذ الله أن يتصور بقلبي شيء من هاذين الأمرين ، وإنما هو كلام جرى على اللسان من غير مراعة شيء بغير المين ، ولو لا صداقتك (كذا) معنا وقرابتك لنا لم تقل ذلك ، ولا زلنا نراعي لك كلام الخير الذي كنت تقوله لأبناء عمّك حال المحاربة ذات المهالك ، حيث كانوا يقولون فعلنا كذا وكذا وأنت تقول لهم لم يحضروا لكم من نعرفه من الرجال ، ولمّا وقعت واقعة الحمول بتليلات المعروفة بواقعة القرناع وكان الظفر لنا ورجع موتى عرشك بعدد الرمال ،