المعسور ، وعدمت حكومة الأجواد ، وحلّ الهناء بالمملكة في العباد والبلاد وتحارب مع أنري الأول سلطان الانقليز ، ليتميّز كل منهما بالملك والتحييز وذلك سنة ست وثلاثين وخمسمائة (٩١) فالتقيا برانفيل واشتد القتال ، فانهزم الفرانسيس وبقي ملكهم وحده للنزال ، فتعلق بلجام فرسه أحد عساكير (كذا) الانقليز وهو ثابت في القتال من غير فرار ولا تحييز ، ونادى العسكري أن الملك في يدي أسيرا ، فأكذبه (كذا) الملك وضربه بحسامه (كذا) فتركه ميتا خسيرا ، ثم انعقد الصلح بين الجانبين وصارت الأمة في الراحة التي ليس بها المين. ثم في سنة سبع وثلاثين من المذكور (٩٢) سارت الفرنج من صقلية إلى طرابلس الغرب ، فحاصروها وعادوا عنها بلا نيل الأرب. ثم ساروا في الأسطل من صقلية إلى ساحل إفريقية بالتختيم فملكوا مدينة برسك (٩٣) وقتلوا أهلها وسبوا الحريم. وذلك سنة تسع وثلاثين من المذكور (٩٤) ثم ساروا في سنة إحدى وأربعين منه (٩٥) إلى طرابلس الغرب فملكوها ودخلوا شوارعها وسلكوها ، وسبب ملكها أنهم نزلوا عليها وحاصروها وضايقوها وقهروها ، فلما كان في اليوم الثالث من نزولهم عليها ، سمعوا ضجة عظيمة وخلت الأسوار من المقاتلة ولم يرجع أحد إليها ، بسبب اختلاف أهل المدينة المحصورة ، فمنهم من أراد تقديم بني مطروح للإمارة ومنهم من أراد الملثمين ولم ينظروا للحالة المقهورة ، فنشأ الحرب بين الفريقين وخلت الأسوار ، فاغتنم الفرنج الفرصة / وصعدوا بالسلالم (كذا) الأسوار ، وملكوها بالسيف في محرم السنة المذكورة (٩٦) وسفكوا دماء أهلها في القولة المشهورة. ثم أعطوا الأمان لمن بقي من أهلها ، فتراجعت الناس وحسن حالها بأهلها.
__________________
(٩١) الموافق ١١٤١ ـ ١١٤٢ م.
(٩٢) الموافق ١١٤٢ ـ ١١٤٣ م.
(٩٣) يقصد مدينة برشك (بالشين) بين مدينتي شرشال وتنس غرب مدينة الجزائر.
(٩٤) الموافق ١١٤٤ ـ ١١٤٥ م.
(٩٥) الموافق ١١٤٦ ـ ١١٤٧ م.
(٩٦) الموافق جوان جويلية ١١٤٦ م.