ورئيس الدنيا والدين ، أزهد أهل زمانه وأورع المتورعين وأعلم وأفقه المعاصرين.
وقال تلميذه الشيخ أسد الله صاحب المقابيس : الشيخ المعظّم العالم ، العلم المقدم مسهّل سبيل التدقيق والتحقيق مبيّن قوانين الأصول ومناهج الفروع كما هو حقيق ، المتسنّم ذروة المعالي بفضائله الباهرة الممتطي صهوة المجد بفواضله الزّاهرة ، بحر العلوم الخائض بالفوائد والفرائض ، الكاشف بفكره الثاقب عن غوالي الخرائد ، شمس النجوم المشرقة بأنوار العوائد على الأوائل والأماجد والأداني والأباعد ، الأمجد الأعبد الأزهد الأورع الأتقى الأسعد الأوحد شيخنا ومولانا ومقتدانا الذي لم يعلم له في الفقهاء سمي الميرزا ابو القاسم بن الحسن الگيلاني القمّي أدام الله عليه عوائد لطفه الأبدي وفيضه السّرمديّ ، وهو صاحب «القوانين في الأصول» و «المناهج» و «الغنائم» و «مرشد العوام» الفارسي في الفقه ، وغيرها من الرّسائل والمسائل والفوائد العظيمة المنافع العميمة العوائد.
وذكر ميرزا محمد عبد النبي النيسابوري في كتاب رجاله الكبير فقال فيه : أصولي مجتهد مصوّب معاصر يروي عن شيخنا محمد باقر البهبهاني.
وقوله : مصوّب افتراء منه ، فليس في الامامية من يقول بالتصويب الباطل الذي هو بمعنى انّ ما أدى إليه نظر المجتهد فهو حكم الله الواقعي ، لا هو ولا غيره.
ولعلّه يريد به التصويب في الحكم الظّاهري الذي هو بمعنى المعذورية.
ويحكى أنّه رحمهالله كان ورعا جليلا بارعا نبيلا ، كثير الخشوع غزير الدّموع دائم الأنين باكي العينين ، وكان مؤيّدا مسدّدا كيّسا في دينه فطنا في أمور آخرته شديدا في ذات الله مجانبا لهواه مع ما كان عليه من الرّئاسة وخضوع ملك عصره وأعوانه له ، فما زاده إقبالهم إليه إلّا إدبارا ولا توجّههم إلّا فرارا ، فكان حريصا من الاقتراب الى السّلطان ، وكثيرا ما كان يقول له : اعدل فإني أتخوّف على نفسي من الارتباط