رضياللهعنهم الملقب بالديباج لجماله ، وسأله المبايعة له بالخلافة ، فكره محمد بن جعفر ذلك. فاستمال ابنه علي بن محمد ، فلم يزالا به حتى بايعوه بالخلافة ، وجمعوا الناس على مبايعته / كرها ، ولقبوه بأمير المؤمنين ، وذلك في ربيع الأول من السنة المذكورة (١). وبقي شهورا ليس له من الأمر شيء ، والأمر للأفطس وعلي بن محمد ، وهما على أقبح سيرة (٢).
فمن ذلك أن الأفطس وثب على امرأة جميلة ، فأخذها قهرا على زوجها. ووثب علي بن محمد بن جعفر على غلام حسن لقاضي مكة ، فأخذه ، وحجره بين يديه.
فلما رأى الناس ذلك ، اجتمعوا بالحرم الشريف ، وقصدوا منزل محمد بن جعفر الديباج ، فأغلق بابه ، وخاطبهم من أعلى بيته ، وضمن لهم تخليص المرأة والغلام. وكلم ولده والأفطس في ذلك ، فردوا الغلام والمرأة.
فقدم إسحاق بن موسى العباسي (٣) من اليمن ، فارا من إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق (٤). فاجتمع إليه جماعة من أهل مكة ممن هرب من العلويين. واجتمع العلويون إلى محمد بن جعفر ، وجمعوا أخلاطا من الأعراب وغيرهم وخندقوا على مكة. فقصدهم
__________________
(١) أي سنة ٢٠٠ ه.
(٢) انظر تفاصيل ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٩ / ٣٩٨ ـ ٤٠٠ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٣٩٤ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ١٧٧ ـ ١٧٨.
(٣) انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ١٧٨.
(٤) انظر ما فعله إبراهيم بن موسى في اليمن ـ الجزار ـ الكامل في التاريخ ٥ / ١٧٨ ـ ١٧٩. وانظر عنه أيضا ٥ / ١٩٣ ، وابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ٢٤٦.