خلق كثير ، ونص كتابه (١) :
يا أمير المؤمنين ، إن أهل حرم الله تعالى ، وجيران بيته ، وألّاف (٢) مسجده ، وعمرة بلاده (٣) قد استجاروا بعزّ (٤) معروفك ، من سيل تراكمت أخرياته (٥) في هدم البنيان ، وقتل الرجال والنسوان ، واجتاح (٦) الأموال (٧) ، وجرف الأثقال ، حتى ما ترك طارفا ولا تالدا (٨) ، للراجع إليهما (٩) في مطعم ولا ملبس. فقد شغلهم طلب الغذاء (١٠) عن الاستراحة إلى البكاء على الأمهات والأولاد ، والآباء (١١) والأجداد. فأجرهم يا أمير المؤمنين بعطفك عليهم ، وإحسانك إليهم ، تجد الله مكافيك عنهم ، ومثيبك على الشكر منهم.
قال : فوجه المأمون إليهم (١٢) بالأموال الكثيرة ، وكتب إليه :
أما بعد (١٣) : فقد وصلت شكايتك (١٤) لأهل حرم الله تعالى إلى
__________________
(١) في (ب) «ونصه».
(٢) في (د) «وآل».
(٣) في (د) «بلده».
(٤) في اتحاف الورى ٢ / ٢٨٣ «بفيء».
(٥) في (ب) «اجرياته». وفي (ج) «جريانه».
(٦) في (ب) ، (ج) «واحتاج» تصحيف.
(٧) في (أ) «الأصول». والاثبات من بقية النسخ.
(٨) في (ب) ، (د) «تليدا».
(٩) في (ج) «إليها».
(١٠) في (ب) ، (د) «الغدا». وفي اتحاف الورى ٢ / ٢٨٣ «العزاء».
(١١) أضاف ناسخ (ب) «والأنباء». وناسخ (د) «والأبناء». ولا داعي لذلك.
(١٢) سقطت من (ب).
(١٣) سقطت من (ب).
(١٤) في (ج) «شكيتك» كما في ربيع الأبرار ٣ / ٦٦٣.