شديدا.
ثم نزل إلى جدة ، فحبس أهلها ، وأخذ أموالهم ، ونهب أموال أصحاب المراكب ، وحصر الطعام.
ثم وافى الموقف ، والناس بعرفة ، فقتل فيها من الحجاج نحو ألف ومائة إنسان ، وتفرق الناس منهزمين ، ولم يقف بعرفة إلا هو وعسكره.
وكانت له قبائح كثيرة (١).
ثم نزل جدة ، وأفنى أموالها.
وأراح الله تعالى منه سنة مائتين واثنتين وخمسين (٢) ، فمات بالجدري (٣) ـ هذا كله في خلافة المستعين.
وممّن ولي مكة في خلافة المستعين ابنه العباس (٤) ، ومحمد طاهر بن الحسين (٥). ولم يباشرا.
__________________
(١) انظر في ذلك : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٠ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٤٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٤٣٦.
(٢) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٥ ، الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٤٧ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥ ، ابن حزم ـ الجمهرة ٤٦.
(٣) ذكر الصفدي هلاكه وأصحابه بالطاعون ـ الوافي بالوفيات ٩ / ٢٤٧.
(٤) وكان العباس بن المستعين صغير السن. المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ١٥٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥.
(٥) هكذا في النسخ الأربع. والصحيح : محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي. ولي امرة بغداد في أيام المتوكل. وشارك في الأحداث أيام المعتز والمستعين والمنتصر. وتوفي سنة ٢٥٣ ه ببغداد. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٥ / ٤١٨ ـ ٤٢٢. انظر مثلا من دوره في : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٢٥ ـ ٣٣٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٩٥.