لعمرك ما التصريف إلا لواحد |
|
ولو شاء لم (١) يظهر بمكة منكر |
أقول (٢) : وقد كنت أنا في ابتداء نشوتي داخلني بعض نفور ، لأمور أدركتها من الناس ، فاتفق أني رأيت كأني راكب على دابة ، أريد الخروج من مكة ، فلحقني رجل ، وسألني عن توجهي ، فقلت له : «إني أريد الخروج من هذه البلدة» ، وذكرت له ما في نفسي. فقال لي : «أسألك ، هل علم الله ما علمته من أهلها أم لا؟. فقلت : «بلى».
فقال لي : «إذا علمه الله (فما يسعك أنت) (٣) أن تتحمل؟».
وردني (٤) إلى البلد. فانتبهت ، وحمدت الله تعالى. وعاهدت الله أن لا تنفر نفسي من أحد إلا بمقتضى الشرع ـ والله الموفق.
رجع :
ثم ان القرمطي أمر بإلقاء الموتى في زمزم (٥) ، وما في مكة من آبار.
وأراد قلع الميزاب ، فأطلع قرمطيا ليقلعه ، فجاءه سهم غرب من أبي قبيس (فصكه ، فسقط إلى الأرض) (٦) / فأهلكه. فأصعد القرمطي رجلا آخر ، فلما وقف بإزاء الميزاب زلقت رجله ، فسقط إلى الأرض ، فأمر آخر بالصعود لقلعه ، فامتنع أصحابه ، فتركه رغما.
__________________
(١) في (ب) «ولم شاء يظهر».
(٢) أي المصنف السنجاري.
(٣) ما بين قوسين في (د) «أسألك».
(٤) في (ب) «وروى». وهو خطأ.
(٥) انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١١ / ١٦٢ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٢ / ١٤٨.
(٦) في (ج) «فأهلكه وسقط الى الأرض». وفي (ب) «فهكه فسقط».