وقال غيره (١) : «كلهم خوارج أرفاض».
وزالت به دولة الإخشيدية. ووقعت مصر بيد العبيديين الفواطم ، نسبة لعبيد الله المهدي صاحب المغرب ، ولفاطمة الزهراء رضياللهعنها على زعمهم الكاذب ، فإن المؤرخين ذكروا أنهم مجوس ، وقيل أنهم يهود.
وخرجت مصر عن العباسيين ، وذلك سنة ثلاثمائة وثمان وخمسين.
ودخلها القائد جوهر الرومي عبد المعز في مائة ألف مقاتل. وذلك في يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان من السنة المذكورة. وأرسل بالبشاير لمولاه ، وحسن له دخول مصر ، فدخلها في شوال سنة ثلاثمائة وإحدى وستين (٢). وملكها الفاطميون ، وتسموا بالخلفاء والأمراء. وذلك باطل لوجود الخليفة العباسي. واستمر المعز بمصر.
وفي سنة ثلاثمائة وثلاث وستين دعي له على منابر الحرمين الشريفين (٣). قال الإمام علي بن عبد القادر الطبري في تاريخه الأرج المسكي (٤) : «فصارت الخطبة الإسلامية على قسمين ، فمن بغداد وحلب وسائر ممالك الشرق إلى أعمال الفرات ، يخطب فيها للمطيع العباسي. ومن حلب إلى بلاد المغرب مع الحرمين أيضا يخطب فيها
__________________
(١) مثل الباقلاني ـ القاضي أبو بكر بن الطيب في كتابه كشف الأسرار وهتك الأستار ، وابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٤ / ٧٥ ، وابن واصل ـ مفرج الكروب في أخبار بني أيوب ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، والوثيقة التي صدرت في بغداد عام ٤٠٢ ه. انظر عنها : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب.
(٢) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ٣٧٦.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٧ / ٥٨.
(٤) الأرج المسكي في التاريخ المكي. ولم أجد هذا الخبر في ترجمة الفضل المطيع بن المقتدر في هذا الكتاب المطبوع ص ٢١٢.