دينار أحمر ، وقال له : انزل عليه في بعض الطريق ، واشتر منه الفرس (١) لك لا لي ، ولا تذكرني له.
فأدرك القائد العربي في بعض المنازل ليلا ، فنزل عليه. فلما عرفه أكرمه ، وفرح به ، وأتاه بعد ساعة بلحم. فأكلا ونام.
فلما أصبح ذكر له ما جاء له من جهة الفرس ، وأنه يريد شراءها منه ، فأتاه العربي بجلدها وأكرعتها وقال :
إنك لما نزلت علينا البارحة ، كرهنا أن لا نذبح لك ، فما وجدنا غير الفرس ، فذبحناها ، وكانت ضيافتك من لحمها.
فشكر له القائد ذلك ، وأسلمه المائة دينار. ورجع إلى الشريف شكر ، وأخبره بالخبر ، فقال له :
أحسنت ، ولو رجعت بالدراهم ألحقتك بالفرس ، وأما الآن فأنت حر لوجه الله تعالى» ـ انتهى ـ.
وفي سنة أربعمائة وثلاث وثلاثين (٢) انكسر الركن اليماني قدر اصبع ، وغفل الناس عن سدها ، وصارت (٣) القطعة عند قوم من أهل مكة من الحسنيين فحصل بمكة وباء عظيم وموت ، لا يقيم المريض أكثر من ثلاث ويموت. ومات من أهل الدار التي فيها (٤) القطعة من الركن نحوا من اثني عشر (٥) رجلا. فرأى بعض الصالحين من
__________________
(١) في (د) «الفلوس». وهو خطأ.
(٢) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٠٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٦٠ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٥٤.
(٣) في (ب) ، (ج) «وسارت».
(٤) في (ب) «فيه».
(٥) في شفاء الغرام ١ / ٣٠٠ ، واتحاف الورى ٢ / ٤٦٠ : «ثمانية عشر انسانا».