وآخر الأمر أنه صالحهم على أن يدخلوا مكة على ثلاثين ألف دينار. ولو لا ذب أمير الشاميين عن العراقيين وتخويفه للشريف قتادة بالخليفة وبالملك العادل صاحب مصر ، لعظم الخطب (١) على العراقيين.
ولم ينتطح فيها عنزان (٢) ، فإن الشريف قتادة أرسل ابنه راجحا إلى الخليفة يعتذر اليه. فقبل عذره. ويقال : أنه أخذ من المال والمتاع وغيره ما قيمته ألف ألف دينار» ـ انتهى ـ.
وفي غيره : أن أمير العراق وهو علاء الدين محمد بن ياقوت ، لما حرق وطاقه (٣) وأعلامه ، ونهبت (٤) العرب أثاثه ، لجأ إلى مخيم أخت الملك العادل ، صاحب الشام ومصر ، ربيعة خاتون ، وهي زوجة مظفر الدين بن زين الدين (٥) صاحب إربل (٦) ، وكانت حجت في تلك السنة.
فاستجار بها ، وكانت نازلة بالزاهر ، ومعها إسماعيل الصمصام أخو سياروخ النجمي (٧) ، وكان (٨) أميرا على الحاج الشامي.
فأرسلت إلى الشريف قتادة ، وتلطفت به ، ولم تزل به إلى أن أمر
__________________
(١) سقط من (ب) ، وفي (ج) «الأمر».
(٢) انظر : أبو شامة ـ ذيل الروضتين ٧٨ ، ٧٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٣ / ٦٢ ، اليافعي ـ مرآة الجنان ٤ / ١٥ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٧٢ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٥ / ٣٢.
(٣) الوطاق : الخيمة.
(٤) في (ج) «ونهب».
(٥) مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كوجك علي. انظر عنه وعن متناقضاته : معجم البلدان ١ / ١٣٨.
(٦) إربل : مدينة شهيرة ذات قلاع حصينة من أعمال الموصل. ياقوت ـ معجم البلدان ١ / ١٣٨.
(٧) في (أ) ، (د) «الني». وفي (ب) «البحر». وهو خطأ.
(٨) بياض في (ب) ، (د).