رسول / صاحب اليمن ، جهز ابن برطاس هذا إلى مكة في مائتي (١) فارس ، وقاتل الشريف إدريس وأبا نمي (في قوز المكاسة (٢) أسفل مكة ـ محل معروف مشهور بهذا الاسم ـ ، فقوي عليهما ، فأخرجهما من مكة ، واستولى عليها إلى يوم السبت لأربع ليال بقين من محرم سنة ستمائة وثلاث وخمسين.
فأقبل عليه إدريس وأبو نمي) (٣) بجموع جمعوها ، فدخلوا مكة ، وقتلوا غالب العسكر ، وسفكوا الدماء بالمسجد الحرام.
ووقعت بينهما وبين أمير العراق فتنة حتى كادت الحرب أن تلتحم. ثم اصطلحوا بتوسط الملك داود بن المعظم عيسى بن الملك العادل صاحب الكرك (٤).
ثم ان الأمير برطاس فدى نفسه بمال بذله ، ورجع من حيث جاء.
وفي سنة أربع وخمسين وستمائة : تنازع إدريس وأبو نمي ، ثم
__________________
(١) في (ب) «مائة». وهو خطأ.
(٢) ذكر ابن فهد «بالسرجة من قوز المكاسة. وقاتل معهم جماز بن شيحة صاحب المدينة». اتحاف الورى ٣ / ٧٦.
وقوز المكاسة : يقصد به قوز المكاسة في المسفلة. سمي بذلك نسبة الى المكوس التي كان يفرضها أمراء مكة على بضائع أهل اليمن. وحرفته العامة الى النكاسة. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ١٧٤.
(٣) ما بين قوسين سقط من (د).
(٤) الملك داود / الناصر صلاح الدين بن السلطان الملك المعظم عيسى بن العادل أمير الكرك. وكان فقيها حنفيا ذكيا مناظرا شاعرا. واستعاد بيت المقدس بعد أن سلمها عمه العادل للافرنج. وتوفي سنة ٦٥٦ ه. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ٤١٩ ـ ٤٢٨ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٣٧٦ ـ ٣٨١.