شرح مختصر الإيضاح» ، ونص ما ذكره :
«ويصح بل يندب استدارة المأمومين حول الكعبة ، لأن خالد بن عبد الله القسري والي مكة في خلافة عبد الملك فعل ذلك ، ولم ينكر عليه مع حضور العلماء كعطاء وعمرو بن دينار (١) ونظرائهما».
ونقل عن الزركشي (٢) : أن أول من فعله عبد الله بن الزبير رضياللهعنهما.
ويمكن الجمع بين الكلامين بأن ابن الزبير فعله أولا ، ثم خالد بعد قتله.
والحاصل أنه أجمع عليه. وسبب فعله إما ضيق ما وراء الإمام (٣) ، أو حيازة فضيلة التوجه للجمع (٤) بلا حائل ، ويجوز التقدم على الإمام في غير جهته ، لكن يكره خروجا من خلاف من أبطلها ، لما جزم به في شرح المنهاج». انتهى.
فتحصل لنا في أنّ أول من فعل ذلك أقوال : الحجاج ، وخالد ، وابن الزبير ، والله أعلم.
__________________
(١) ذكر الحضراوي ناسخ هذه الصفحات في (أ) «بياض في الأصل». وعطاء بن يسار ـ المحدث الثقة. توفي سنة ١٠٣ ه. انظر : الذهبي ـ سير ٤ / ٤٤٨. وعمرو بن دينار أبو محمد الجمحي مولاهم ، شيخ الحرم في زمانه ومفتي مكة. انظر : الذهبي ـ سير ٤ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩.
(٢) محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي الشافعي. توفي سنة ٧٩٤ ه. ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٦ / ٣٣٥.
(٣) في (د) «مكة».
(٤) في (د) «للجميع».