«خرجت من بيتي في الثلث الأخير من الليل ، قاصدا المئذنة (١) للتسبيح على جري (٢) العادة. فرأيت شخصا يمشي أمامي ، فتعجبت منه ، لكون ذلك الوقت لا يخرج فيه أحد خوف العسس /. فلم يزل يمشي أمامي حتى وصل المجزرة ، فتحول كلبا ، ودخل بين (٣) الكلاب التي في المجزرة.
فهالني ذلك ، حتى كدت أن يغمى علي. فسمعته يقول للكلاب : هل عندكم شيء أشمه؟!. فقالوا : لم يبق عندنا شيء ، ولكن من أين جئت الآن؟!. قال : من عرفة. قالوا : ما الخبر؟!. قال : ان الملك المجاهد قبض عليه جماعة صاحب مصر ، ومرادي الآن إلى عدن ، أخبر أصحابنا من الجن.
قال الجلال : فصعدت المأذنة وأنشدت :
يا راقد الليل مسرورا بأوّله |
|
إن الحوادث قد يطرقن أسحارا |
لا تأمننّ بليل طاب أوّله |
|
فربّ آخر ليل أجّج النارا |
ثم شرعت بالتسبيح على جري العادة.
فلما نزلت من المنارة ، إذا أنا بشخصين (٤) واقفين على بابها ، فقالا لي : أجب مولاتنا ، أم الملك. فقلت : ما الخبر؟!. فقال : لا ندري. فذهبت معهما إليها ، فأدخلتني مكانا خاليا ، وسألتني عن سبب إنشاد البيتين. فقلت : لا سبب لهما. فقالت : لا بد وأن تخبرني!!.
__________________
(١) الصفحة مطموسة تماما. وكتب فيها : «بياض» ـ صحيح.
(٢) في (ب) ، (ج) «حسب». وذكر ناسخ (ج) في نسخة أخرى «جرى».
(٣) في (أ) ، (ج) «بيت الكلاب الذي». والاثبات من (ب) ، (د).
(٤) في (د) يتكلم بضمير المفرد لا المثنى (أي عن رجل واحد).