وبه جنة مبتدأ وخبر والجملة صفة لرجل. وربّ أصلها يا ربي. وان أصنع (ان) مفسرة لأوحينا. وبأعيننا متعلق بمحذوف حالا من الفلك أي محفوظة بأعيننا. وكلّ بالتنوين أي من كل نوع. وزوجين مفعول اسلك. واثنين توكيد لزوجين. ومنزلا مفعول فيه لأنه اسم مكان ، وإذا كان بمعنى انزال فهو مفعول مطلق. وان كنا (ان) مخففة وأصلها إنّا واسمها (نا) وجملة كنا خبر.
المعنى :
كل ما جاء في هذه الآيات قد سبق ذكره في سورة هود من الآية ٢٥ الى ٤٩ ج ٤ ، وقد استغرق تفسيرها من صفحة ٢٢٢ الى ٢٣٧. ولذا نمر مرا سريعا بها.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ). دعاهم الى عبادة الله وحده ، وحذرهم من الشرك ، فخاف المترفون على مناصبهم ومكاسبهم من دعوته ، فأطلقوا الاشاعات الكاذبة ، وأثاروا حوله الشبهات الباطلة .. وقد ذكر سبحانه منها ثلاثا :
١ ـ (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ). قالوا : كيف يكون نوح نبيا وهو بشر مثلكم؟ انه لا يهدف من دعواه النبوة إلا ان يكون رئيسا عليكم وتكونوا مرؤوسين له .. هذه هي لغة التجار يفسرون كل شيء بالربح.
٢ ـ (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ). ما سمعوا ان الله أرسل بشرا رسولا .. وأيضا ما سمعوا ان إله الكون واحد .. اذن ، فنوح ليس برسول ، والآلهة كثيرة ، ومنها أصنامهم .. ولا فرق بين هذا المنطق ، ومنطق من يقول : أنا لا أعترف بوجود المريخ لأني لم أصعد اليه.
٣ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ). أطلقوا هذه الاكذوبة ، وهم على يقين منها ، تماما كما كانت قريش على يقين من افترائها حين قالت عن رسول الله (ص) : ساحر ومجنون. (فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ). انتظروا بنوح حتى يموت أو يرجع عن دعوته.