يجب أن نحاسبها حين توحي إلينا بالغرور والتعاظم قبل أن يحاسبنا الله والناس ، وأن لا نتخذ موقفا نتمسك فيه بآرائنا وأقوالنا ، فنعتقد انها مقدسة لا يمكن الارتياب فيها بحال .. ان الخطأ جائز على الجميع بل ومكتوب أيضا .. والغريب ان الأدعياء يسلّمون بهذا المبدأ ، ولكنهم ينكرون نتيجته الحتمية.
(أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ). أولئك اشارة للأخسرين أعمالا ، وقرينة السياق تدل على ان المراد بالذين كفروا بآيات ربهم ولقائه هم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) سواء أكفروا بالبعث ، أم آمنوا به ، فالعبرة عند الله بالايمان والعمل معا ، لا بمجرد الايمان (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) أي قدرا لأنه لا كرامة عند الله إلا لمن اتقى.
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً). كفرا بالله ، وسخروا من الحق وأهله ، وهذا منتهى الفساد والضلال ، والنار هي الغاية لكل ضال فاسد.
(خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (١٠٨) قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (١٠٩) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠) بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
اللغة :
الفردوس البستان. والحول التحول. والمراد بالمداد هنا الحبر.