لا للوجوب ، والأيم من لا زوج له ، ويطلق على الأعزب والعزباء .. بعد أن أمر سبحانه الرجال والنساء بحفظ الفروج ، والكف عن النظر المحرم ، ونهى النساء عن التبرج وإبداء الزينة أمام الأجانب ـ بعد هذا أمر بالتعاون على تيسير الزواج لكل من احتاج اليه من النساء والرجال ، لأن العزوبة مصدر القبائح والرذائل كالزنا واللواط ، والزواج وقاية من ذلك ، ولذا قال الرسول الأعظم (ص) : شراركم عزابكم .. الزواج من سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
(وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ). المراد بالصالحين هنا المؤمنون. والعباد جمع عبد. والإماء جمع أمة ، والمعنى وأيضا زوّجوا ما تملكون من العبيد والإماء إذا كانوا مؤمنين .. ولا موضوع اليوم لهذا الحكم (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ). أكثر الناس لا ينظرون الى دين الخاطب وأخلاقه ، بل ينظرون الى جاهه وماله .. فندد سبحانه بمن يفعل ذلك ، وقال : ان الله قادر على ان يغني الفقير ، ويفقر الغني ، والفقر عنده تعالى هو فقر الدين والأخلاق ، وفي الحديث : إذا جاءكم من ترتضون دينه وخلقه فزوجوه ، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) يسع بفضله ورحمته من سأله ومن لم يسأله.
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ). وتسأل : قال سبحانه في الآية السابقة : (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ). وهذا بظاهره وعد منه تعالى بالغنى للفقير ، وانه لا ينبغي له أن يمتنع عن الزواج لمجرد الفقر لأن الله يكفيه ويغنيه .. ثم قال جل وعز بلا فاصل : من لا يجد المهر والنفقة للزواج فلا يدخل في الفاحشة ، وعليه أن يصبر حتى يوسع الله .. فما هو وجه الجمع بين الآيتين؟.
الجواب : لا تنافر بينهما كي يسأل عن وجه الجمع ، لأن المقصود بالآية الأولى أولياء المرأة ، وانه لا ينبغي لهم أن يردوا الخاطب لفقره ، والمقصود بالآية الثانية الفقير بالذات ، وان الناس إذا ردوه ولم يزوجوه لفقره فعليه أن يصبر ويسعى متكلا على الله حتى تتهيأ له أسباب الزواج.
(وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ). من كان عنده مملوك قادر على الكسب عبدا