إياها فمفعول فعلها يتقدّم عليها كما يتقدّم على نفس الفعل العرّي عن حرف النفي بخلاف (ما).
وقال ابن كيسان وبقيّة الكوفيّين : يجوز تقديم الخبر عليها ؛ لأن (ما والفعل) صارا في معنى الإثبات وهذا ضعيف ؛ لأن لفظ النفي باق والاعتبار به لا بالمعنى ألا ترى أنّ قولك :
(لا تفعل) يسمّى : (نهيا) ، ولو جعلت مكانه : (اترك الفعل) كان المعنى واحدا ويسمى الثاني :
(أمرا).
وأمّا خبر (ما دام) (١) فلا يتقدّم عليها عند الجميع ؛ لأنها مصدريّة ومعمول المصدر لا يتقدّم عليه ، وكذلك (ما كان) ؛ لأن الكلام نفي لفظا ومعنى.
__________________
يصادفك التوفيق رائدك فى كل ما تقدم عليه ـ لن تزال عناية الله تحرسك فيما يصادفك من مكايد ... ، بشرط أن يكون القصد من كل ذلك الدعاء للمخاطب ...
ولا تستعمل زال تامة ... ويشبهها فى الدلالة على النفى بذاتها ، وصيغتها ، وفى اشتراط أداة نفى قبلها ، أو شبهه للعمل ـ أخوات لها فى هذا ، هى : (فتئ ـ برح ـ انفك وسيأتى الكلام على الثلاثة).
شروط إعمالها :
١ ـ يشترط فيها الشروط العامة.
٢ ـ أن يسبقها نفى أو نهى أو دعاء ؛ كالأمثلة التى سبقت. ولى فرق فى النفى بين أن يكون ظاهرا ؛ مثل : لا زال الغنى ثمرة الجدّ ، وأن يكون مقدرا لا يظهر فى الكلام ، ولكن المعنى يكشف عنه ، والسياق يرشد إليه ؛ مثل : تالله يزال الشحيح محروما متعة الحياة حتى يموت. أى : تالله لا يزال. وحذف النفى قياسى بشرط أن يكون بالحرف : «لا» وأن يكون الفعل مضارعا فى جواب قسم.
(١) دام : تفيد مع معموليها استمرار المعنى الذى قبلها مدة محددة ؛ هى مدة ثبوت معنى خبرها لاسمها ؛ نحو : يفيد الأكل ما دام المرء جائعا : ويضر ما دام المرء ممتلئا. ففائدة الأكل تدوم بدوام وقت معين ، محدد ، هو :
وقت جوع المرء. والضرر يدوم كذلك بدوام وقت معين ، محدود ، هو : وقت الامتلاء ، ولا بد فى دوام ذلك الوقت المحدد من أن يستمر ويمتد إلى زمن الكلام.
شروط إعمالها :
١ ـ يشترط فيها الشروط العامة.
٢ ـ أن تكون بلفظ الماضى ـ فى الرأى الأرجح ـ وقبلها ما المصدرية الظرفية. وإذا أسندت لضمير رفع متحرك وجب ضم الدال ، وحذف الألف.
٣ ـ أن يسبقهما معا كلام تتصل به اتصالا معنويّا ، بشرط أن يكون جملة فعلية مضارعية. ـ