وكقول الآخر (١) : [الكامل]
وكأنّ في العينين حبّ قرنفل |
|
أو سنبلا كحلت به فانهلّت |
وأمّا المسألة فالمانع ثمّ الإضمار وهو عارض.
فصل : وتبدل المعرفة من المعرفة ومن النكرة ، والنكرة من المعرفة ، إلا أنّك إذا أبدلت النكرة من المعرفة فلا بدّ من صفة النكرة كقوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) [العلق : ١٥ ـ ١٦] ؛ لأن المعرفة أبين من النكرة ؛ فإذا لم تصف النكرة انتقض غرض البدل ، وإذا وصفتها حصل بالصفة بيان لم يكن بالمعرفة.
فصل : وكلّ الأسماء يصلح أنّ يبدل منها إلا ضمير المتكلم والمخاطب ؛ لأنّهما في غاية الوضوح كقولك : مررت بي بزيد وبك عمرو ، وأجازه قوم والذي جاء منه في بدل الاشتمال والبعض ، فالاشتمال كقول الشاعر (٢) : [الوافر]
ذريني إنّ أمرك لن يطاعا |
|
وما ألفيتني حلمي مضاعا |
ف (حلمي) بدل من : (الياء) ومن البعض قول : [الرجز]
أوعدني بالسجن والأداهم |
|
رجلي ورجلي شثنة المناسم |
ف (رجلي) بدل من الياء.
فصل : ولا يحتاج في بدل الكل إلى ضمير يعود على الأوّل ؛ لأن الثاني هو الأوّل ، ويحتاج إليه في بدل البعض والاشتمال ؛ لأن الثاني مخالف للأوّل ، فيرتبط به بضميره كالجملة في خبر المبتدأ ويجوز حذفه إذا كان معلوما كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧] أي منهم.
__________________
(١) البيت من شعر علباء بن أرقم.
(٢) البيت من شعر الشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي. ويقول في هذه القصيدة :
ذريني ، إنّ أمرك لن يطاعا |
|
وما ألفيتني أمري مضاعا |
ألا تلك الثّعالب قد تعاوت |
|
عليّ ، وحالفت عرجا ضياعا |
فإن لم تندموا فثكلت عمرا |
|
وهاجرت المروّق والسّماعا |
ولا ملكت يداي عنان طرف |
|
ولا أبصرت من شمس شعاعا |
وخطّة ماجد كلّفت نفسي |
|
إذا ضاقوا رحبت بها ذراعا |