قلت إذ أقبلت وزهر تهادى |
|
كنعاج الملا تعسّفن رملا |
وبأنّ العطف كالتوكيد والبدل.
والجواب : أمّا الآية فإنّ (لا) سد فيها مسدّ التوكيد ، وأمّا البيت فقيل : (الواو) واو الحال و (زهر) مبتدأ ، وقيل : هو شاذّ لا يقاس ، وأمّا التوكيد والبدل فهما المضمر في المعنى بخلاف المعطوف.
فصل : ولا يعطف على المضمر المجرور إلا بإعادة الجارّ ، وأجازه الكوفّيون من غير إعادة ، وحجّة الأوّلين من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنّ الضمير المجرور مع الجارّ كشيء واحد ؛ ولذلك لم يكن إلا متصّلا فالعطف عليه كالعطف على بعض الكلمة.
والثاني : أنّ المعطوف لو كان مضمرا لم يكن بدّ من إعادة الجرّ ، فكذلك إذا كان معطوفا عليه.
والثالث : أنّ الضمير كالتنوين مع الإضافة وأنّه على حرف واحد كما لا يعطف على التنوين كذلك الضمير.
واحتّج الآخرون بقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) [النساء : ١] على قراءة الجرّ وبأبيات أنشدوها أمّا الآية فقراءة الجرّ فيها ضعيفة والقارئ بها كوفيّ تنبيها على أصولهم ، وقيل : هي واو القسم وجواب القسم ما بعدها ، وقيل : أراد إعادة (الباء) فحذفها ، وأمّا الأبيات فمنها ما لا يثبت في الرواية ، وما يثبت منها فهو شاذّ وبعضها يمكن إعادة الجارّ معه وله نظير نذكره من بعد.
__________________
ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب ، فسمي باسمه. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه.
رفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن ، فنفاه إلى دهلك ، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه ، فمات فيها غرقا.