فصل : اسم الفاعل (١) المعمل عمل الفعل تجوز إضافته فيجرّ ما بعده ، والتنوين فيه مراد ، وحذف تخفيفا فإنّ ثنّي أو جمع حذف منه النون وأضيف لا غير إنّ لم يكن فيه ألف ولام ، وإن نونت نصبت به لا غير ، وكذا إذا أثبت النون فإن كان فيه ألف ولام وهو مفرد لم تضفه إلا لمّا فيها ألف واللام على ما نبيّنه ، وإن كان مثنّى أو مجموعا جاز أن تحذف النون وتضيف كقولك : هذان الضاربا زيد ، ويجوز أن تنصب ويكون حذف النون تخفيفا لطوله بالألف واللام فان أثبتّ النون لم تكن فيه الإضافة.
فصل : وقد حمل قولهم : هذا الضارب الرجل على الحسن الوجه في الجمع بين الألف واللام والإضافة ؛ لأن الإضافة لم تعرف فيهما والجيّد النصب ؛ لأن الألف واللام تمنع الإضافة.
__________________
(١) يعمل اسم الفاعل عمل الفعل المشتق منه ، إن متعديا ، وإن لازما. فالمتعدّي نحو «هل مكرم سعيد ضيوفه؟». واللازم ، نحو «خالد مجتهد أولاده».
ولا تجوز إضافته إلى فاعله ، كما يجوز ذلك في المصدر ، فلا يقال «هل مكرم سعيد ضيوفه».
وشرط عمله أن يقترن بأل. فإن اقترن بها ، لم يحتج إلى شرط غيره. فهو يعمل ماضيا أو حالا أو مستقبلا ، معتمدا على شيء أو غير معتمد ، نحو «جاء المعطي المساكين أمس أو الآن أو غدا».
فإن لم يقترن بها ، فشرط عمله أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال ، وأن يكون مسبوقا بنفي ، أو استفهام ، أو اسم مخبر عنه به ، أو موصوف ، أو باسم يكون هو حالا منه ، فالأول ، نحو «ما طالب صديقك رفع الخلاف». والثاني نحو «هل عارف أخوك قدر الإنصاف؟». والثالث نحو «خالد مسافر أبواه». والرابع نحو «هذا رجل مجتهد أبناؤه». والخامس نحو «يخطب عليّ رافعا صوته».
وقد يكون الاستفهام والموصوف مقدّرين. فالأول نحو «مقيم سعيد أم منصرف؟» والتقدير أمقيم أم منصرف؟ والثاني كقول الشاعر
كناطح صخرة يوما ليوهنها |
|
فلم يضرها ، وأوهى قرنه الوعل |
أي كوعل ناطح صخرة. ونحو «يا فاعلا الخير لا تنقطع عنه ، أي يا رجلا فاعلا.
واعلم أنّ مبالغة اسم الفاعل تعمل عمل الفعل ، كاسم الفاعل ، بالشروط السابقة ، نحو «أنت حمول النائبة ، وحلّال عقد المشكلات».
والمثنّى والجمع ، من اسم الفاعل وصيغ المبالغة ، يعملان كالمفرد منهما ، كقوله تعالى (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً ،) وقوله (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ.)
وإذا جرّ مفعول اسم الفاعل بالإضافة إليه ، جاز في تابعه الجرّ مراعاة للفظه ، والنصب مراعاة لمحله ، نحو «هذا مدرّس النحو والبيان ، أو البيان» ونحو «أنت معين العاجز المسكين ، أو المسكين».