أمن دمنتين عّرس الركب فيهما |
|
بحقل الرّخامى قد عفا طللاهما |
أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
|
كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما |
ف (جونتا) صفة ل (جارتا) والضمير المثّنى لهما.
ومن حجة من خالفه : أنّ ذلك يفضي إلى إضافة الشيء إلى نفسه ، وتأوّلوا البيت على أنّ الضمير للأعالي وهو خلاف الظاهر ، فإنّ حمل التثنية على الجمع ليس بقياس ، وليست الإضافة هنا من إضافة الشيء إلى نفسه ؛ لأن (الحسن) للوجه و (الهاء) ليست للوجه ، وإنّما حصّلت التعريف كما تحصله الألف واللام.
والوجه الرابع : (مررت برجل حسن الوجه) بالإضافة.
والخامس : (الوجه) بالنصب على التشبيه بالمفعول أو التمييز.
والسادس : (الوجه) بالرفع وفيه ثلاث مذاهب :
أ ـ أحدها : أنّه فاعل والعائد محذوف تقديره : مررت برجل حسن الوجه منه فحذف للعلم به كما قال تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) [النازعات : ٤١] أي : هي المأوى له ومثله حذف العائد في الصلة وأشباهها.
ب ـ والثاني : أنّ في (حسن) ضمير فاعل ، و (الوجه) بدل منه ، وجاز ذلك لما كان الوجه جزءا من الرجل ، والرجل مشتمل عليه ولا حذف على هذا الوجه.
ت ـ والثالث : أنّ الألف واللام بدل من الهاء ، وهو قول الفرّاء ، وهو في غاية الضعف لوجهين :
أحدهما : أنّ البدل ما كان في معنى الأصل ، والهاء تعرّف بالإضافة والألف واللام تعرّف بالعهد وهما مختلفان.
والثاني : أنّهما لو كانا بدلا من الهاء هنا لكانا كذلك في غيره ، وليس كذلك ألا ترى أنّك لو قلت : زيد الغلام حسن ، وأنت تريد غلامه لم يجز.