فصل : فأمّا ما عمله في المضمر فجائز ؛ لأن مضمره ليس بلفظ بل هو النيّة فإمّا يقع موقع المضمر فقولهم : ما رأيت رجلا أحسن في عينيه الكحل منه في عين زيد ، فالكحل مرفوع ب (أحسن) وجاز ذلك لما كان المعنى أحسن هو ؛ لأن الذي يحسن بالكحل الرجل لا الكحل ، ومنه الحديث المرفوع : «ما من أيّام أحبّ إلى الله فيها الصوم من عشر ذي الحجّة» (١).
فصل : وإذا صغّر المصدر لم يعمل لوجهين :
أحدهما : أنّ التصغير كالوصف.
والثاني : أنّه يبعد من شبه الفعل ؛ إذ الأفعال لا تصغّر ولا عبرة بتصغير فعل التعجب لما نذكره هناك.
فصل : فإن وصف المصدر قبل المعمول لم يعمل ؛ لأن الوصف يبعده من الفعل ؛ لأن الفعل لا يوصف ، ولأنّ الوصف يفصل بين الموصول وصلته والمصدر موصول ومعموله من صلته.
فصل : وأقوى المصادر عملا المنوّن ؛ لأنه أشبه بالفعل إذ كان نكره وإن الفعل لا يضاف ثّم يليه المضاف ؛ لأن الإضافة في حكم الأسماء ، وقد لا تعرفّ إذا حذف.
__________________
(١) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة (٧٥٨) ، وأخرجه ابن ماجه (١٧٢٨) ، وأخرجه أحمد في مسنده (٦٤٦٩) ، وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه (٩٣٨).