فصل : والمعارف خمس الضمائر والأعلام وأسماء الإشارة وما فيه اللام والمضاف إلى واحد من هذه إضافة محضة.
وأمّا الضمير (١) فبمعنى المضمر كقتيل بمعنى مقتول وأصل الإضمار الستر ومنه قول الأعشى : [المتقارب]
أيا أبتي لا ترم عندنا |
|
فإنّا بخير إذا لم ترم |
ترانا إذا أضمرتك البلاد |
|
نجفى وتقطع منّا الرّحم |
فصل : وحدّ المضمر هو الاسم الذي يعود إلى ظاهر قبله لفظا أو تقديرا والاشتقاق موجود فيه وهو الاستتار ؛ لأن الضمير لا يدلّ على المسمّى بنفسه وهو في نفسه محتمل فالراجع إليه الضمير لا يبين من نفس الضمير بل هو مستور فيه.
فصل : وإنّما جيء بالضمائر للاختصار وإزالة اللبس ، وذلك أنّك لو أعدت لفظ الظاهر لم يعلم أنّ الثاني هو الأوّل ، وفيه أيضا إطالة كقولك : جاءني زيد فقلت له ، ولو قلت : فقلت لزيد. لم يعلم أنّ زيدا الثاني هو الأوّل.
فصل : وإنّما كان في الضمائر المرفوعة والمنصوبة متّصل ومنفصل ؛ لأن المرفوع والمنصوب الظاهرين يتقدّمان على العامل فيهما ويتأخّران فضميراهما كذلك فإذا تقدّما انفصلا لحاجتهما إلى القيام بأنفسهما ، وإذا تأخّرا انفصلا لاعتمادهما على العامل ، وأمّا المجرور فلا يكون إلّا متّصلا لامتناع تقدّمه على الجارّ.
__________________
(١) قال ابن هشام في شرح شذور الذهب : المضمر ويسمى الضّمير أيضا ويسمّيه الكوفيون الكناية والمكنى وانما بدأت به لأنه أعرف الأنواع الستة على الصحيح ، وهو عبارة عما دل على متكلم نحو أنا ونحن أو مخاطب نحو أنت وأنتما أو غائب نحو هو وهما.
ثم أتبعت قولي غائب بأن قلت معلوم نحو (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) أو متقدّم مطلقا نحو (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ) أو لفظا لا رتبة نحو (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) أو نية نحو (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) أو مؤخّر مطلقا في نحو (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) ونعم رجلا زيد وربّه رجلا وقاما وقعد أخواك وضربته زيدا ونحو قوله : (جزي ربّه عنّي عديّ بن حاتم ...).
والأصحّ أن هذا ضرورة ، وأقول لا بد للضمير من مفسّر يبيّن ما يراد به فإن كان لمتكلم أو مخاطب فمفسره حضور من هو له وان كان لغائب فمفسره نوعان لفظ وغيره.