فصل : وضمير المتكلّم المنفصل المرفوع أنا والألف بعد النون زائدة في الوقف لبيان الحركة في النون ؛ ولذلك تحذف في الوصل ، وقد جاءت في الشعر مع الوصل على إجراء الوصل مجرى الوقف وقرأ به نافع في بعض المواضع ، ومنهم من يبدل من الألف هاء في الوقف.
فصل : وأمّا نحن فللمخبر عن نفسه وعن غيره ذكرا أو أنثى ويكون في التثنية والجمع ، فإن قيل لم لم تفرّق في ضمير المتكلّم بين الذكر والأنثى ، قيل : لأن سماع النطق منه يميزه لمشاهدته وأما جعل نحن في الجمع والتثنية بلفظ واحد فلأنّ التثنية جمع في المعنى والمتكلّم قد سوّى فيه بين التذكير والتأنيث وهما صفتان للذات فجاز أن يسوّى فيما يدلّ على صفتين في الكمّيّة فإنّ التثنية والجمع صفتان في الكمّيّة إحداهما أكثر من الأخرى.
فصل : وإنّما حرّكت النون لئلّا يلتقي ساكنان وضمّت النون لثلاثة أوجه :
أحدها : أنّ الصيغة للجمع والواو تدلّ على الجمع نحو قاموا والزيدون والضمّة من جنسها.
والثاني : أنّ الجمع أقوى من الواحد فحرّك بأقوى الحركات وهي الضمّة وهذا الضمير مرفوع الموضع فحرّك بحركة المرفوع.
فصل : والاسم في أنت (١) الهمزة والنون وهو أن الذي للمتكلّم وزيدت عليه التاء للخطاب وهي حرف معنى وكان حقّه السكون ولكنّ حركته من أجل الساكن قبلها وفتحت ؛ لأن الفتحة أخفّ كما فتحت واو العطف ولام الابتداء ونحوهما فإن خاطبت المؤنّث كسرتها للفرق وكانت الكسرة أولى لوجهين :
أحدهما : أنّها أخفّ من الضمّة.
والثاني : هي أشبه ب (الياء) التي هي علامة التأنيث في تفعلين.
__________________
(١) الضمير في (أنت وأنت وأنتما وأنتنّ) إنما هو (أن). والتاء اللاحقة لها هي حرف خطاب. والضمير في (هم وهما وهنّ) إنما هو (الهاء) المخففة من (هو). والميم والألف في (أنتما وهما) حرفان للدلالة على التثنية. أو الميم حرف عماد. والألف علامة التثنية. (كما سبق). والميم في (أنتم وهم) حرف هو علامة جمع الذكور العقلاء. والنون المشددة في (أنتنّ وهنّ) حرف هو علامة جمع الإناث. ومن النحاة من يجعل الضمير وما يلحق به من العلامات كلمة واحدة بإعراب واحد.