وحجّة الأوّلين السماع والقياس فالسماع قول الشاعر (١) : [المنسرح]
لم تتلفّع بفضل مئزرها |
|
دعد ولم تغذ دعد في العلب |
فصرف الأوّل ، وأمّا القياس فهو أنّه أخفّ الأسماء إذ كان أقلّ الأصول عددا وحركة فعادلت خفّته أحد السببين.
واحتجّ الآخرون بوجود السببين ولا عبرة بالخفّة ؛ لأن موانع الصرف أشباه معنويّة فلا معارضة بينها وبين اللفظ.
مسألة : فإن سمّيت مؤنّثا. بمذكّر ساكن الأوسط نحو عمرو لم تصرفه ؛ لأنه نقل الأصل إلى الفرع فازداد الثقل بذلك فعادلت الخفّة أحد الفروع فبقي فرعان.
مسألة : فإن تحرّك الأوسط لم تصرفه معرفة ك سقر ؛ لأن حركة الأوسط كالحرف الرابع لأمرين :
أحدهما : أنّ الحركة زائدة على أقلّ الأصول فصار الاسم بها كالرباعيّ.
والثاني : أنّها في النسب كالحرف الخامس : ألا ترى أنّك لو نسبت إلى جمزى لقلت جمزيّ فحذفت الألف كما تحذفها في الخماسيّ نحو المرتمي ولو كان الأوسط ساكنا لجاز إثبات الألف وحذفها كالنسب إلى حبلى يجوز حبليّ وحبلويّ.
مسألة : فإن سمّيت المذكّر بمؤنّث ثلاثيّ نحو هند وقدم صرفته معرفة ونكرة لأنّك نقلت فرعا إلى أصل أزال معنى الفرع وهو التأنيث فخفّ لذلك.
مسألة : فإن كان المؤنّث أربعة أحرف فصاعدا وسمّيت به مذكّرا أو مؤنّثا لم تصرفه معرفة ؛ لأن الحرف الرابع كتاء التأنيث بدليل أنّه يمنع من زيادة التاء في التصغير كقولك : في
__________________
(١) البيت من شعر عبيد الله بن الرقيّات : (٨٥ ه / ٧٠٤ م) وهو عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك ، من بني عامر بن لؤي ، ابن قيس الرقيات. شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيما في المدينة.
خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان ، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره ، فأمّنه ، فأقام إلى أن توفي.
أكثر شعره الغزل والنسيب ، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة ، اسم كل واحدة منهن رقية.