فصل : واللغة الجيدة في تثنيتها حذف الياء ؛ لأن الكلمة طالت بالصّلة وزيادة حروف التثنية فخفّت بالحذف ، وقد حذفت نونها في الشعر تخفيفا وأما الجمع فالجّيد الذين في كلّ حال وياء الأصل محذوفة من أجل ياء الجمع ومن العرب من يجعلها في الرفع بالواو وفي الجرّ والنصب بالياء وليس ذلك إعرابا بل تشبيه له بالمعرب.
فصل : والأصل في اللاتي أنّه اسم وضع للجمع ووزنه فاعل مثل الجامل والباقر ويجمع على اللّواتي على فواعل ، وأمّا اللائي فعلى فاعل أيضا ومن العرب من يحذف منه الياء وهي لام الكلمة.
فصل : والألى بمعنى الذين كقولك : هم الألى قالوا كذا أي الذين وذو في لغة طيء تكون بمعنى الذي وتكون في المؤنث والمذكر والواحد وما زاد عليه بلفظ واحد وبالواو في كل حال.
مسألة : اسم الإشارة غير موصول وقال الكوفيون هو موصول.
وحجّة الأوّلين : أنّه اسم تامّ بنفسه يحسن الوقف عليه فلم يكن موصولا كسائر الأسماء الظاهرة ؛ ولذلك يحسن أن يجمع بينه وبين الذي فيقال إنّ هذا الذي عندنا كريم.
واحتجّ الآخرون بقوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) [البقر : ٨٥] و (ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ) [آل عمران : ١١٩] وبقول الشاعر (١) : [الطويل]
عدس ما لعبّاد عليك إمارة |
|
نجوت وهذا تحملين طليق |
والجواب عن الآية : أن (تقتلون) و (تحبّونهم) حال وليس بصلة ، وقد استوفيت القول على ذلك في إعراب القرآن وأمّا البيت ففيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنّ طليقا خبر هذا وتحملين حال من الضمير في طليق والعائد محذوف أي تحملينه.
والثاني : هو خبر بعد خبر.
__________________
(١) البيت من شعر يزيد بن مفرغ الحميري : (٦٩ ه / ٦٨٩ م) وهو يزيد بن زياد بن ربيعة الحميري. من أصل يمني من قبيلة يحصب ، كانت أسرته في حلف مع قريش. ولد في البصرة ، ونشأ بها ، كان يعرف العربية والفارسية ، بدأ اتصاله بالبلاط نديما لسعيد بن عثمان بن عفان ، وأصبح بعد ذلك من شعراء البلاط.
اشتهر بشعره الساخر من عبّاد وعبيد الله بن زياد بن أبيه. وله شعر في المدح والغزل.