أحدهما : حذف الياء وإسكان ما قبلها كالصحيح فإنّه يحذف منه التنوين والكسرة التي قبله.
والثاني : إثبات الياء ؛ لأنها حذفت في الوصل بسبب التنوين ولا تنوين في الوقف فلا علّة للحذف ، فإن قيل هذا يوجب أن يكون إثباتها أولى قيل لا ؛ لأن الوقف عارض والعارض كغير المعتدّ به فأمّا في النصب فيوقف بالألف المبدلة ؛ لأن الياء تثبت فيه وصلا.
فصل : فإذا لم يكن المنقوص منوّنا للألف واللام فالجيّد الوقف عليه في الرفع والجرّ ؛ لأنّها تثبت في الوصل لعدم موجب الحذف فلم تتغيّر في الوقف ويجوز حذفها وفيه وجهان :
أحدهما : الفرق بين الوصل والوقف ولا فارق إلّا الياء.
والثاني : أنّهم قدّروا الاسم نكرة موقوفا عليه ثم أدخلوا عليه الألف واللّام وهو كذلك فبقي على حاله ، فأمّا في النصب فالياء لا غير ؛ لأنها تتحرّك في الوصل وحذفت حركتها وكفى به فرقا.
فصل : فإن ناديت الاسم المنقوص فمذهب سيبويه إثبات الياء ؛ لأنه موضع لا ينوّن ومذهب يونس حذفها للفرق واتفقوا على إثباتها في قولك : يا مري وهو اسم الفاعل من أرى لأنّهم لو حذفوها لبقي الاسم على حرفين.
فصل : وأمّا الوقف على المقصور المنوّن ففيه ثلاثة مذاهب :
أحدها : الوقف على الألف التي هي من نفس الكلمة في الرفع والجرّ وعلى بدل التّنوين في النصب وحذف حرف الإعراب لالتقاء الساكنين وهو قول سيبويه.
والمذهب الثاني : الوقف على حرف الإعراب في الأحوال الثلاث.
والمذهب الثالث : الوقف على ألف التنوين فيهنّ.
وحجّة الأوّلين : أنّ المعتلّ مقيس على الصحيح والمختار في الصحيح أن لا يبدل من تنوينه في الرفع والجرّ ويبدل منه في النصب.
فإن قيل : يلزم عليه أمران :
أحدهما : أنّ الصحيح فعل به ذلك ؛ لأن الفرق فيه يظهر وهنا لا يظهر.
والثاني : ما يذكر في حجّة المخالف.