فإن قيل : الإبدال هنا شاذّ كما أنّ دعوى كون الفاء والعين واوين شاذّ قيل عنه جوابان :
أحدهما : أنّ كون الفاء والعين هنا من موضع واحد ليس من الشاذّ ؛ لأن الهمزة هنا قبلهما وبسبب ذلك لزم الإدغام فلم يلزم الثقل المحذور.
والثاني : أنّ شذوذ التكرير أقرب من شذوذ الإبدال فيما ادّعوا.
مسألة : الهمزة في إوزّة زائدة وأصلها إفعلة ؛ لأن الهمزة بعدها ثلاثة أحرف أصول وهو اسم غير صفة فلا يمنع مجيئه على هذا البناء كما امتنع في إمّعة ولا يجوز أن تكون الهمزة والواو أصلين إذ ليس في الأصول وزّ ولا أن تكون الواو زائدة ؛ لأن ذلك يصير إلى فوعل ولا نظير له.
مسألة : الهمزة في إشفى زائدة وهو اسم من شفى يشفي والجمع أشافي وليس ذلك بشاذّ إنّما الشذوذ فيه إذا كان صفة.
مسألة : أروى فعلى والجمع أراويّ ولم تنصرف لألف التأنيث.
مسألة : إدرون إفعول من الدّرن ؛ لأن معناه درديّ الزيت ويقال أيضا فلان على إدرونه أي على أصله.
مسألة : أفعوان أفعلان وأصل الكلمة من الفعو وهو السّمّ ، وقيل : هو مقلوب من فوعة الطيّب أي حدّته فالفاء والعين والواو أصول ووزن أفعى أفعل.
مسألة : في وزن أرطى قولان :
أحدهما : هو فعلى وألفه للإلحاق بجعفر والدليل على ذلك قولهم : أديم مأروط أي مدبوغ بالأرطى ومأروط مفعول البتة.
والثاني : هو أفعل فهمزته زائدة والدليل على ذلك قولهم : أديم مرطيّ في لغة صحيحة ، وقد قالوا : أديم مؤرطي ، فيحتمل أن يكون مفعلى فتكون الهمزة أصلا وهو مثل : مسلفى ومجعبى وأن يكون وزنه مفعلا على القول الثاني والأوّل أقيس ، فإن سمّيت به رجلا مع الحكم بزيادة الهمزة لم تصرفه للوزن والتعريف.