فأمّا (إنقحل) فقيل حروفه كلّها أصول مثل : جردحل ولا يمنع ذلك كونه من معنى القحولة لما ذكرنا من نحو : سبط وسبطر ، والصحيح أنّ الهمزة والنون زائدتان وهو شاذ ولم يأت منه إلّا هذه الصفة.
وقولهم : رجل إنزهو ، وامرأة إنزهوة ، وقولهم : جنقوهم شاذ على انّه مشتقّ بحذف بعض الأصول كما تقول حولق إذا قال : لا حول ولا قوّة إلّا بالله.
مسألة : الميم في منجنون وهو الدّولاب أصل وكذلك النّون الأولى والنون الأخيرة مكررة ووزنه فعللول مثل عضر فوط ودليل ذلك قولهم : مناجين فأثبتوا النون الأولى وحذفوا الأخيرة كما حذفت الطّاء من عضافير.
مسألة : الميم في معزى أصل لقولهم ما عز ومعيز ومعز وأمعز والألف للإلحاق.
مسألة : الميم في مأجج ومهدد أصل ؛ لأنها لو كانت زائدة لأدغم المثل في المثل كما في مكر ومفر فلمّا أظهروا دلّ على أنّهم قصدوا الإلحاق بجعفر.
فإن قلت : محبب كذلك وميمه زائدة؟
قلنا : الأصل محبّ إلّا أنّه غيّر كما تغيّر الأعلام ولا يلزم مثله في مأجج ومهدد لأمرين :
أحدهما : الأصل عدم التغيير والزيادة.
والثاني : أنّ محببا ظاهر في معنى الحبّ وليس مأجج ومهدد ظاهرين في معنى أجّ وهدّ.
مسألة : الميم في معدّ أصل لقولهم تمعددوا ووزنه تفعللوا أي كونوا على أخلاق معدّ.
فإن قلت : قد جاء تمفعل ، نحو : تمدرع وتمندل وتمسكن؟
قيل : هذا شاذّ لا يقاس عليه على أنّ الجيّد فيه تندلّ وتدرّع وتسكّن.
مسألة : الميم في مرعزاء بكسر الميم والعين وإسكان الرّاء والمدّ والتخفيف زائدة.
ودليل ذلك قولهم : فيه مرعزّى بفتح الميم وإسكان الراء وكسر العين والتشديد والقصر ؛ لأن الألف فيه زائدة والزّاي مكررة فيبقى مرعز ولا نظير له إذ ليس في الكلام مثل جعفر ، وإذا ثبتت زيادتها في أحد البناءين ثبتت في الآخر كما قالوا في ترتب ولو لا ذلك لكانت الميم أصلا إذ له في الكلام نظير وهو طرمساء.