والقول الثاني : أصله إلاه وهو فعال من أله يأله إذا عبد فإلاه فعال بمعنى مفعول أي معبود ثم ألقيت حركة الهمزة على لام التعريف فالتقت اللّامان فسكّنت الأولى وأدغمت في الثّانية وفخمّت ، وقال أبو عليّ : حذفت الهمزة من غير نقل وعلى هذا يكون العمل أقلّ ؛ لأن لام التعريف تبقى على سكونها ثم تدغم فوزنه الآن العال وصار لزوم الألف واللام عوضا من المحذوف ؛ ولذلك جاز قطع الهمزة في النداء والألف على القول الأوّل بدل من أصل وهو ياء لأنّهم قالوا في مقلوبه لهي أبوك وعلى القول الثاني هي زائدة.
فصل : وأمّا حذف الهمزة عينا فقولهم في مضارع رأى وأخواتها يرى ، والأصل يرأى فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت فوزنه الآن يفل وكذلك ما تصرّف منه نحو : أرى زيد عمرا بكرا فهو مر والمفعول مرى ، فأمّا رائي اسم فاعل من رأى يرى فهو خارج على الأصل مثل راعي ، وقد جاء في الشّعر تاما للضرورة فقال الشّاعر وهو سراقة البارقيّ : [الوافر]
أري عينيّ ما لم ترأياه |
|
كلانا عالم بالتّرهات |
فصل : وممّا حذفت الهمزة منه وهي لام قولهم : سؤته سواية ، والأصل : سوائية مثل كراهية ورفاهية فحذفت الهمزة وهي لام ؛ لأنه من ساء مثل ساع والياء زائدة كما زيدت في كراهية.
مسألة : اختلف الناس في أشياء هل هي جمع شيء أم لا؟
على قولين : فقال بعضهم : هي جمع شيء مثل بيت وأبيات وترك صرفه لكثرة الاستعمال وهذا بعيد جدّا ؛ لأن كثرة الاستعمال لا توجي منع الصّرف عند الجميع.
وقال آخرون : جمع على أشياء شاذا كما قالوا : سمح وسمحاء فجاؤوا به على الشذوذ ثم حذفت الهمزة الأولى لاجتماع همزتين بينهما ألف والألف تشبه الهمزة كأنّها ثلاث ألفات أو ثلاث همزات فوزنه الآن أفعاء.
وقال الفرّاء : أصله شيّئ مثل هيّن ثم جمع على أشيياء وعمل به بعد تخفيف الواحد على ما ذكرنا على مذهب أبي الحسن.
وقال الخليل وسيبويه : أصلها شيئاء اسم الجنس مثل حلفاء وقصباء فقدّمت الهمزة الأولى لما تقدّم فوزنه الآن لفعاء.