فصل : وإنما اختصت (السين) بالفعل ؛ لأن معناها جواب (لن يفعل) ، وكذلك : (سوف) إلا أن (سوف) تدل على بعد المستقبل من الحال ، و (السين) أقرب إلى ذلك منها ، ولما كانت (لن) لا معنى إلا في المستقبل كان جوابها كذلك.
فصل : إنما دلت تاء التأنيث الساكنة على الفعل ؛ لأن الغرض منها الدلالة على تأنيث الفاعل فقط ، لا الدلالة على تأنيث الفعل ؛ إذ الفعل لا يؤنث ولا تجد تاء تأنيث متحركة متصلة بآخر الفعل ، وإنما ذلك في الأسماء مثل : (قائمة) والحروف مثل : (ربت) و (ثمت).
فصل : وإنما دل اتصال الضمير المرفوع الموضع بالكلمة على أنها فعل ؛ لأن الضمير المتصل المرفوع لا يكون إلا فاعلا ، والفاعل لا يتصل بغير الفعل.
فصل : وحد الحرف (١) ما دل على معنى في غيره فقط ، ولفظ : (دل) أولى من قولك : (جاء) ؛ لأن الحدود الحقيقية دالة على ذات المحدود بها ، وقولنا : (ما جاء لمعنى) بيان العلة التى لأجلها جاء وعلة الشيء غيره ولا ينتقض ب (أين) و (كيف) لوجهين :
__________________
(١) قال الأشموني في شرحه على الألفية : (الحرف) لما علم من انحصار أنواع الكلمة في الثلاثة ، أي علامة الحرفية أن لا تقبل الكلمة شيئا من علامات الأسماء ولا شيئا من علامات الأفعال ، ثم الحرف على ثلاثة أنواع : مشترك (كهل) فإنك تقول هل زيد قائم وهل يقعد (و) مختص بالأسماء نحو (في و) مختص بالأفعال نحو (لم).
تنبيهان : الأول إنما عدت هل من المشترك نظرا إلى ما عرض لها في الاستعمال من دخولها على الجملتين نحو : (فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) (الأنبياء : ٨٠) و : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) (المائدة : ١١٢) لا نظرا إلى أصلها من الاختصاص بالفعل ، ألا ترى كيف وجب النصب وامتنع الرفع بالابتداء في نحو هل زيدا أكرمته كما سيجيء في بابه ، ووجب كون زيد فاعلا لا مبتدأ في هل زيد قام التقدير هل قام زيد قام وذلك لأنها إذا لم تر الفعل في حيزها تسلت عنها ذاهلة ، وإن رأته في حيزها حنت إليه لسابق الألفة فلم ترض حينئذ إلا بمعانقته. الثاني حق الحرف المشترك الإهمال ، وحق المختص يقبل أن يعملا لعمل الخاص بذلك القبيل ، وإنما عملت ما ولا وإن النافيات مع عدم الاختصاص لعارض الحمل على ليس ، على أن من العرب من يهملهن على الأصل كما سيأتي. ، وإنما لم تعمل ها التنبيه وأل المعرفة مع اختصاصهما بالأسماء ، ولا قد والسين وسوف وأحرف المضارعة مع اختصاصهن بالأفعال لتنزيلهن منزلة الجزء من مدخولهن ، وجزء الشيء لا يعمل فيه. ، وإنما لم تعمل إن وأخواتها وأحرف النداء الجر لما يذكر في موضعه. ، وإنما عملت لن النصب دون الجزم حملا على لا النافية للجنس لأنها بمعناها ، على أن بعضهم جزم بها كما سيأتي.