والثالث : أنّ صوت الألف المفردة أقصر من صوتها إذا وقعت بعدها همزة ، فكان صوتها محبوسا عن صوت الألف التي بعدها همزة.
والرابع : أنّه نقيض الممدود.
فصل : وإنّما لم تظهر في الألف الحركة ؛ لأنها هوائية تجري مع النّفس لا اعتماد لها في الفم والحركة تمنع الحرف من الجري وتقطعه عن استطاعته فلم تجتمعا ؛ ولهذا إذا حرّكت الألف انقلبت همزة.
فصل : وإذا نوّن المقصور حذفت ألفه لسكونها وسكون التنوين بعدها ، والعله في ذلك كالعلّة في حذف الياء من المنقوص ، وقد تقدّم ذكره.
فصل : وألف التأنيث في نحو : (حبلى وبشرى) لا أصل لها في الحركة ولا يمكن تقدير الحركة عليها تقديرا يمكن تحقيقة ؛ لأنها غير منقلبة عن حرف يتحرّك ، ولكن لمّا وقعت خبرا جعلت إعراب إذ كانت في موضع ألف : (عصا ورحى) ، وفي موضع الهمزة في : (حمراء) والتاء في : (شجرة).
فصل : والممدود (١) متصرّف بوجوه الإعراب ؛ لأن حرف إعرابه همزة وهي حرف صحيح يثبت في الجزم.
__________________
(١) قال ابن عقيل : هو الاسم الذي في آخره همزة تلى ألفا زائداة نحو حمراء وكساء ورداء ، فخرج بالاسم الفعل نحو يشاء ويقوله تلى ألفا زائدة ما كان في آخره همزة تلى ألفا غير زائدة كما وآء جمع آءة وهو شجر ، والممدود أيضا كالمقصور قياسي وسماعي ، فالقياسي كل معتل له نظير الصحيح الآخر ملتزم زيادة ألف قبل آخره وذلك كمصدر ما أوله همزة وصل نحو أرعوى أرعواء وأرتأى إرتئاء واستقصى استقصاء فإن نظيرها من الصحيح انطلق انطلاقا واقتدر اقتدارا واستخرج استخراجا وكذا مصدر كل فعل معتل يكون على وزن أفعل نحو أعطى إعطاء فإن نظيره من الصحيح : أكرم إكراما.
والعادم النظير ذا قصر وذا |
|
مد بنقل كالحجا وكالحذا |
هذا هو القسم الثاني وهو المقصور السماعي والممدود السماعي ، وضابطهما أن ما ليس له نظير اطرد فتح ما قبل آخره فقصره موقوف على السماع وما ليس له نظير الهرد زيادة ألف قبل آخره فمده مقصور على السماع ، فمن المقصور السماعي الفتى واحد الفتيان والحجا العقل والثري التراب والسنا الضوء ، ومن الممدود السماعي الفتاء حداثة السن والسناء الشرف والثراء كثرة المال والحذاء النعل.
وقصر ذى المد اضطرارا مجمع |
|
عليه والعكس بخلف يقع |