فصل : وهذه الأسماء معربة في حال الإضافة ولها حروف إعراب ، واختلف الناس في ذلك ، فذهب سيبويه إلى أنّ حروف العلّة فيها حروف إعراب والإعراب مقدّر فيها واختلف أصحابه في الحركات التي قبلها.
فقال الربعيّ : الأصل في الرفع واو مضمومة لكن نقلت الضمّة إلى الحرف الذي قبلها ففي هذا نقل فقط ، وفي النصب تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا ففيها قلب فقط ، وفي الجرّ تنقل كسرة الواو إلى ما قبلها فقلبت لسكونها وكسر ما قبلها ياء ففيها هنا نقل وقلب وهذا ضعيف ؛ لأنه يؤدّي إلى أن تكون الحركة المنقولة حركة إعراب ، فيكون الإعراب في وسط الكلمة ولا يصحّ تقدير الإعراب في حروف العلّة على قوله ؛ لأن المنقول ملفوظ به فلا حاجة إلى تقدير إعراب آخر.
وقال بعض أصحاب سيبويه : لم ينقل شيء بل حركات ما قبلها حروف العلّة تابعة لها تنبيها على أنّ هذه الأسماء قبل الإضافة إعرابها في عيناتها وأن ردّ اللام عارض في الإضافة.
والدليل على أنّ حروف العلّة هنا حروف الإعراب لا إعراب أربعة أوجه :
أحدها : أنّ الأصل في كلّ معرب أن يكون له حرف إعراب وأن يعرب بالحركة لا بالحرف ، وقد أمكن ذلك هنا إلا أنّ الحركة امتنع ظهورها لثقلها على حروف العلّة كما كان ذلك في المنقوص والمقصور.
والثاني : أنّ هذه الأسماء معربة في الإفراد على ما ذكرنا فكانت في الإضافة كذلك كغيرها من الأسماء.
__________________
ـ وسمع من كلامهم لا وذو في السماء عرشه فذو موصولة بمعنى الذي وما بعدها صلة فلو كانت معربة لجرّت بواو القسم.
والخمسة الباقية شرطها أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم كقوله تعالى : (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ ،) وقوله تعالى : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ،) وقوله تعالى : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ) فوقع الأب في الآية الأولى مرفوعا بالابتداء وفي الآية الثانية منصوبا بإنّ وفي الآية الثالثة مخفوضا بإلى وهو في جميع ذلك مضاف إلى غير الياء فلهذا أعرب بالواو والألف والياء وكذلك القول في الباقي ، ولو أضيفت هذه الأسماء إلى ياء المتكلم كسرت أواخرها لمناسبة الياء وكان إعرابها بحركات مقدّرة قبل الياء.