والثالث : أنّ هذه الحروف لو كانت إعرابا لما اختلّت الكلمة بحذفها كما لا تختلّ الكلمة الصحيحة بحذف الإعراب.
والرابع : أنّ هذه الأسماء لو خرجت على أصلها من قلبها ألفات لكانت حروف إعراب والحركة مقدّرة فيها فكذلك لمّا ردّت في الإضافة.
فصل : وقال الأخفش هي زوائد دوالّ على الإعراب كالحركات وهذا لا يصحّ لوجهين :
أحدهما : أنّ الإعراب الذي يدلّ عليه لا يصحّ أن يكون فيها إذ كانت زوائد على المعرب كزيادة الحركة ، ولا يصحّ أن يكون في غيرها لتراخيها عنه.
والوجه الثاني : أنّها لو كانت زوائد لكان : (فوك وذو مال) اسما معربا على حرف واحد وذا لا نظير له.
فصل : وقال الجرمي : انقلابها هو الإعراب ، وهو فاسد لثلاثة أوجه :
أحدها : أن الرفع لا انقلاب فيه مع أنه معرب.
والثاني : أنّ الانقلاب لو كان إعرابا لاكتفى بانقلاب واحد كما قال في التثنية.
والثالث : أنّ الانقلاب في المقصور ليس بإعراب فكذلك ههنا.
فصل : قال المازني : هذه الحروف ناشئة عن إشباع الحركات والإعراب قبلها كما كانت في الأفراد ، وهذا فاسد لثلاثة أوجه :
أحدها : أن الإشباع على هذا من أحكام ضرورة الشعر دون الاختيار.
والثاني : أن ما حدث للإشباع يسوغ حذفه ، وحذف هذه الحروف غير جائز في اللغة العالية.
والثالث : أنّ يفضي إلى أن يكون : (فوك وذو مال) اسما معربا على حرف واحد (١).
فصل : وقال الفراء : هي معربة من مكانين فالضمّة والواو إعراب فكذلك الآخران ، وهذا فاسد لثلاثة أوجه :
__________________
(١) الإعراب يدل عليه مرة الحركة وتارة الحرف كحروف المد في الاسماء الستة والتثنية والجمع وما هذه سبيله لا يكون معنى واحدا بل هو دليل على المعنى والدليل قد يتعدد والمدلول عليه واحد.