تبارك وتعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) قال : السابق بالخيرات الامام.
٧٩ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليهالسلام قال في هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الى آخر الآية قال : السابق بالخيرات الامام فهي في ولد على وفاطمة عليهماالسلام.
٨٠ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمهالله نقلا عن كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده الى أبى إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجا فلقيت محمد بن على فسألته عن الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ) (ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا اسحق؟ يعنى أهل الكوفة ـ قال : قلت : يقولون انها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا في الجنة؟ قال : فما تقول أنت جعلت فداك؟ فقال : هي لنا خاصة ، يا أبا اسحق أما السابق بالخيرات فعلى بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا والمقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل ، واما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له.
٨١ ـ وفيه أيضا يقول على بن موسى بن طاووس : وجدت كثيرا من الاخبار وقد ذكرت بعضها في كتاب البهجة لثمرة المهجة (١) متضمنة ان قوله جلاله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ان المراد بهذه الآية جميع ذرية النبي صلىاللهعليهوآله وان الظالم لنفسه هو الجاهل بإمام زمانه ، والمقتصد هو العارف به ، والسابق بالخيرات هو امام الوقت صلوات عليه ، فممن روينا ذلك عنه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه من كتاب الفرق باسناده الى الصادق صلوات الله عليه ورويناه من كتاب الواحد لابن جمهور فيما رواه عن أبى محمد الحسن بن على العسكري صلوات الله عليه ، ورويناه من كتاب الدلائل
__________________
(١) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف «كشف المحجة لثمرة المهجة» وهو المطبوع أخيرا بالغري على ساكنها آلاف التحية والثناء.