الى عنان السماء الى ان يخرجه الله من قبره فاذا أخرجه لم يزل ملائكة الله يشيعونه ويحدثونه ويضحكون في وجهه ، ويبشرونه بكل خير حتى يجوزونه على الصراط والميزان ، ويوقفونه من الله موقفا لا يكون عند الله خلق أقرب منه الا ملائكة الله المقربون وأنبيائه المرسلون ، وهو مع النبيين واقف بين يدي الله لا يحزن مع من يحزن ولا يهتم مع من يهتم (١) ولا يجزع مع من يجزع ، ثم يقول له الرب تبارك وتعالى : اشفع عبدي أشفعك في جميع ما تشفع ، وسلني أعطك عبدي جميع ما تسأل ، فيسأل فيعطى ، ويشفع فيشفع ، ولا يحاسب ولا يوقف مع من يوقف ، ولا يزل مع من يزل ، ولا يكتب بخطيئته ولا بشيء من سوء عمله ، ويعطى كتابه منشورا حتى يهبط من عند الله ، فيقول الناس بأجمعهم : سبحان الله ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة ، ويكون من رفقاء محمد صلىاللهعليهوآله.
٢ ـ وباسناده عن أبى جعفر عليهالسلام قال : من قرء يس في عمره مرة واحدة كتب الله له بكل خلق في الدنيا وبكل خلق في الآخرة وفي السماء بكل واحد ألف ألف حسنة ومحى عنه مثل ذلك ، ولم يصبه فقر ولا غرم (٢) ولا هدم ولا نصب ولا جنون ولا جذام ولا وسواس ولا داء يضره ، وخفف الله عنه سكرات الموت وأهو اله ، وولى قبض روحه وكان ممن يضمن الله له السعة في معيشته والفرح عند لقائه ، والرضا بالثواب في آخرته ، وقال الله لملائكته أجمعين من في السموات ومن في الأرض : قد رضيت عن فلان فاستغفروا له.
٣ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من قرء سورة يس يريد بها الله عزوجل غفر الله له وأعطى من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتى عشرة مرة وأيما مريض قرأ عنده سورة يس نزل عليه بعدد كل حرف منها عشرة أملاك ، يقومون بين يديه صفوفا ويستغفرون له ويشهدون قبضه ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه ، وأيما مريض قرأها وهو في سكرات الموت أو قربت عنده جائه رضوان خازن الجنان بشربة من شراب الجنة ، فسقاه إياه وهو على فراشه ، فيشرب فيموت
__________________
(١) وفي المصدر «ولا يهم مع من يهم».
(٢) الغرم : الدين.